الـمرقعة

الـمرقعة في اللغة 

إن الأصل اللغوي للفظة الـمرقعة هو الفعل الثلاثي الـمجرد: (رقع)، والرقعة هي قطعة من الـجلد أو الورق تكتب، وسمي هذا العمل الفني بالـمرقعة لاحتوائه على مجموعة من الرقع أو الرقاع.  

الـمرقعة في الاصطلاح

هي مـجاميع فنية تضم العديد من القطع الـخطية، تعرف في تراث فن الـخط باسم: الدرج، وهذا النوع من الـمخطوطات الفنية كان معروفاً عند الكتاب والـخطاطين العباسيين في عاصمة الـخلافة بغداد، حيث تداولوه بشكل واسع، وكانوا يطلقون عليه اسم: (الرقعة)، وقد ظل الـخطاطون العرب بخاصة يستخدمون هذا النوع من الـمخطوطات في إنتاج أعمالهم ومنجزاتهم الفنية. 

أشكال الـمرقعة  

تأخذ القطع الـخطية في الـمرقعة –في أكثر الأحيان- شكل مستطيل أفقي أو عمودي، ويحتوي هذا الشكل سطوراً رئيسية وثانوية متسلسلة من الأعلى إلى الأسفل، تحمل نصوصاً مكتوبةً بنوعين من أنواع الـخط: السطر الأعلى يكتب بـخط الثلث في الغالب، ثم تليه سطور عديدة مكتوبة بـخط النسخ، تتنوع في عددها بين (2 - 3) أو (8 - 10)، وتكون هذه السطور أقصر من السطور العلوية، وهي تتوسط القطعة الـخطية بحيث يوجد على جانبيها كرسيان مملوءان بالزخرفة الفنية، ويلي هذه السطور سطر آخر مكتوب بنفس خط السطر الأول، محاذياً ومساوياً له في الطول، لتبدو القطع الـخطية متنوعة في عرض القلم ونوع الـخط ومحتوى النص، بصورة متناوبة ومرتبة.

الـمرقعة العثمانية  

قد تتضمن الـمرقعة الـحلية النبوية الشريفة، كالتي كتبها الـخطاط العثماني محمد شوقي أفندي (1245ﻫ/1821م-1304ﻫ/1887م) على شكل أربع قطع من أجل (الـمشق)، أي: لغرض التعليم، حيث يوجد تحت السطر الأول من كل قطعة إشارة واضحة لكلمة (سعي)، وهي كلمة يكتبها الأستاذ لتلميذه لـحثه على السعي والـمثابرة والاجتهاد في مجال تعلم فن الـخط، ويـحيط بهذه القطع زينة وزخرفة منفذة بواسطة ورق الإبرو الـمعروف باسم: (الـخطيبي).             

والـجدير بالذكر أن الـمرقعة العثمانية وصفت بأنواع الـخطوط التي كتبت بها، وهي على هيئة ثلاثة أزواج، يرتبط طرف الواحد فيها بالآخر نصياً وخطياً، فهناك مرقعة:        

  • الثلث والنسخ.    
  • الـمحقق والريحاني. 
  • التوقيع والرقاع.  

وتتميز الـمرقعة بسطورها الـمتعاقبة في الـمعاني، الـمتماثلة في الـموقع والـخط من كل قطعة مع مثيلاتـها في القطعة الأخرى، وهكذا دواليك، وبذلك تكون الـمرقعة من أولها إلى آخرها ضمن ترتيب متسلسل منظم، يكتبها في الغالب خطاط واحد، فمثلاً؛ في مرقعة الثلث والنسخ، تتعاقب سطور الثلث مرتبطة ببعضها من حيث الـمعنى من قطعة إلى أخرى، وكذلك الـحال في السطور الـمكتوبة بـخط النسخ، حيث تستمر فيما بينها من قطعة إلى أخرى. 

وقد تكتب القطعة الـخطية بأنواع أخرى من الـخط، مثل: خط التعليق وخط النستعليق، كما في الـمرقعَة التي احتوت على بيتين من الشعر العربي، وهما:  

     بلغ العلى بكمـــــــاله   كشف الدجى بجماله

     حسنت جميع خصاله   صلـــــــوا عليه وآله

والتي كتبها الـخطاط العثماني يساري زادة مصطفى عـــزت أفندي (ت 1265ﻫ/1849) بـخط التعليق العثماني الـمائل، وهنا يلاحظ بشكل جلي أن شكل القطعة مختلف بعض الشيء عن الشكل العام لقطع الأقلام الستة، حيث تكون القطعة -غالباً- على شكل منظومات شعرية مكتوبة بأربعة سطور، وتكتب أحياناً بستة سطور، ومن الـمعروف أن مصطفى عزت أفندي أجاد في إنتاجه للوحات الفنية التي نفذها بـخط التعليق الـجلي.

ومما يستحق الذكر أن الـقطع الـخطية التي كتبها عدد من الـخطاطين، وتم جمعها في مرقعة واحدة، أطلق عليها العثمانيون اسم: (طوبلامة مرقعة)، وتعني: مرقعة مجموعة، أما الـقطع الـخطية التي كتبها خطاط واحد بعينه، ضمن ترتيب متسلسل، تبدأ من أولها إلى آخرها، فقد أطلق عليها العثمانيون اسم: (ترتيبلي مرقعة)، وتعني: مرقعة مرقمة.       

المراجع  

  • أطلس الـخط والـخطوط، حبيب الله فضائلي، ترجمة: محمد التونجي، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، سورية، 1993.  
  • حسن الـخط، مصطفى أوغور درمان، منصة الفن والثقافة الإسلامية، رئاسة الشؤون الدينية، تركيا، 2013.    

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author