يدرك الابناء الدنيا من خلال عيونهم اكثر من ادراكهم لها من خلال عقولهم يتاثرون بما يشاهدون اكثر من تاثرهم بما يسمعون ويراقبون آبائهم ومربيهم ويكونون اكثر رغبه في تقليد افعالهم منهم في طاعه اقوالهم نعم هم يتعلمون عن طريق التقليد وقدرتهم على ذلك من الصفات الرائعه والمفيده تربويا.
بل إن سنة وقانون تأثير الآباء في الابناء هي ان يعمل الآباء بما علموا فينتفع ابنائهم بما يقولون ومن اوضح الادله على سنه القدوه ما كان من امر النبي صلى الله عليه وسلم للصحابه ان يحلقوا، فلم يفعلوا فلما حلق صلى الله عليه وسلم تقاتلوا في السبق الى الحلق، وفقا لنموذج يحتذى به الطفل فكما يتعلم الاطفال الكلام عن طريق التقليد والاستماع والملاحظه فهم ايضا يكتسبون ميولهم في الحياه ويكتسبون القيم والعادات عن طريق المحاكاه وبما ان الاطفال يقلدون سلوك منهم حولهم فلا بد وان يكون لنا كآباء و مربيين الاثر الاكبر على تعليمهم وأن نفكر مليا في سلوكياتنا وما نقوله وما نفعله فنحن بالنسبه لهم القدوة فالأطفال يتأثرون يتأثرون بالقدوة أكثر من الوعظ أو التعليم بأنواعه وهم يتأثرون بنا ويقلدوننا في طريقتنا في التعامل وعلاقتنا بالجار وحديثنا مع زملائنا ،وإذا افتقد الأبناء قدوتهم في آبائهم ومربيهم فالتلقين لا يثمر معهم بحال من الأحوال وعبثا نحاول أن نربي جيلا صالحا من أولئك الأبناء الذين يرون أن أقوالنا في جانب وحياتنا العملية في جانب آخر.
وقد تنبه السلف الصالح رضوان الله عليهم إلى هذا الأمر وإلى أهمية تربية الآباء وأثرها الكبير في تربية الأبناء فهذا عمر بن عتبة ينبه معلم ولده لهذا الأمر فيقول (( ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك فإن عيوبهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت )) فالقيم لا تفرض على الأبناء فرضا إنما تجذبهم إليها القدوة الحسنة والمثل الطيب.
You must be logged in to post a comment.