المال الأكثر لايمنحك سعادة أكبر ...

يعتبر معظم الناس أن المال بكميات وافرة مكون أساسي  للسعاده ،ولهذا السبب من المهم وضع مفهوم المال وعلاقته بالسعاده في إطاره الصحيح.

فالمال عنصر مهم للرخاء ،والاستمتاع بأكثر الأشياء الفاخره في الحياة لكن كم من المال يحتاج الناس للتنعم بالسعادة هي مسألة أخرى .

يمكن للمال ان  يفيدنا كثيرا الا أننا نتيح له السيطرة أكثر مما يجب على حياتنا .والمشكلة أن معظمنا لا يسلم بالحقيقة ولا يود سماعها ،أما بعضنا الآخر فيعرفها ولايقر بها.

نحن نتمسك بشدة بمعتقداتنا ومواقفنا وافتراضاتنا بشأن المال بصرف النظر عما يضعه العالم في طريقنا من أدلة مناقضة لأن التسليم بالحقيقة يبدد الوهم بأن تحصيل الكثير من المال سينقذنا ،وإنكار الحقيقة بشأن المال سيبقينا أسرى علاقةغير سليمة معه ويعرقل استمتاعنا بالحياة .

ووعلى الرغم من تغير علاقتنامع المال كما تتغير ظروفنا ووجهات نظرنا فنحن لانمضي وقتا كافيا في التفكير بقيمته  الحقيقية ،إذ يمكن للمال أن يتخذ معنى مختلفا عندما نفكر فيه من منظار أكثر روحانية .وبعد أن نفكر مليا بالمال بأساليب جديدة قد نجد أن نواح كثيرة منه سخيفة .

وعلى عكس الاعتقاد السائد ،إن كسب مدخول أعلى او امتلاك مدخرات أكثر يمكن أن يشكل فخا يؤدي الى التقليل من ميزة الحياة ،اذ غالبا مايزيد المال الإنفاق على الممتلكات المادية وهذه الأخيرة تتطلب وقتا كثيرا ومالا أكثر للمحافظه عليها ،فإذا كانت بطاقة الائتمان وسيلة الشراء يأتي الازعاج الناجم عن ضرورة كسب مال أكثر لتسديد الدفعات ولتفادي الافلاس،يجدر بالمال أن يجلب مزيدا من الحرية والأمان لامزيدا من العبودية والقلق ،وتشير دراسات الى أن الثراء يتسبب بهموم وابتعاد عن الرفاق والخوف من سرقة الاملاك والمال.

جميعنا نحتاج للمال لكن يمكن للسعي وراء الثروة أن يكلفنا وقتا ثمينا ويفقدنا استقلاليتنا .

خلاصة الامر ،المال لايستطيع شراء مايتمناه قلبك بشده ولا الأشياء التي لايمكن رؤيتها الا ان هذين الامرين أساسيان كي تكون سعيد 

ان في الحياة ميزات خاصة أكثر بكثير تقود للسعادة ولاتمت للمال بصله .

المال يشتري السرير ولايشتري النوم ..

المال يشتري الساعة ولايشتري الوقت.

المال يشتري الدواء ولا يشتري الشفاء.

المال يشتري الطعام ولايشتري الشهية ...

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author