المرأة والمجتمع_ ألم وأمل بقلم د:سعيد أبو جعفر/ الأردن
هي فتاة جاوزت العقد الرابع تعيش في عائلة مكونة من سبعة اشخاص، يحملها قلب نقي كله ود للجميع لكل شيء للطبيعة وللحيوانات والطيور لديها قطة اسمتها(سوسو) تعتني بها دوما، وتضع على شباك غرفتها وعاء فيه ماء وآخر فيه بقايا طعام وأحيانا حبوب للعصافير التي تعودت عليها كل صباح.
(نجاة) عاشت طفولتها بدلال من أبويها وأخوتها أنهت المرحلة الثانوية ولم يحالفها الحظ ، فقالت لها والدتها لماذا لا تتعلمي فن الخياطة؟ فهي مهنة بيتية رائعة وان جارت الأيام فهناك مصانع أو مشاغل خياطة تطلب فتيات للعمل ، وانت سريعة التعلم وسوف تبدعين فيها.
تزوجت أخواتها وذهبت كل منهن الى بيت الزوجية إلاها بقيت مع والديها واخوتها ، كانت تجلس في غرفتها وتضع رأسها على مخدتها وتبكي حتى تنتفخ جفونها.... لا ثانوية ولا زوج ولا عمل ... ومرت السنين وتزوج اخوتها ايضا، وبقيت مع والديها.
كان والدها يعمل في قطاع الانشاءات ولكن ساءت ظروف هذا المجال وقد جاوز منتصف العقد السادس... بدأ التعب يظهر على جسمه... وأعراض لأمراض الضغط والسكري أصبحت تؤرّق كل من في البيت.
وذات ليلة، قالت في نفسها: الوضع المالي للبيت يزداد سوءً فلا بد من البحث عن عمل لتغطية بعض من المتطلبات والالتزامات العائلية، وكان القرار في الصباح جاهزاً.
أفاقت وصلّت الفجر كعادتها وجلست مع محكم التنزيل وطلبت مِن الكريم - مَنْ خلق الخلائق وأوجد لهم الأرزاق لينالوها بالسّعي- أن يرزقها عملاً ويبارك لها في الرزق أينما كان.... ذهبت تطرق أبواب مشاغل الخياطة والمصانع للبحث عن فرصة ولتقديم طلبات عمل- رغم ارتفاع معدل البطالة نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية في المنطقة – بدافع الأمل والثقة برب كتب على نفسه رزق العباد وطلب منهم السعي.
على مدار اسبوع من البحث عن فرصة مناسبة وكل يوم تعود الى البيت متورمة القدمين.. مثقلةً بمواعيد من أصحاب المشاغل بأنهم سوف يتصلون بها قريباً.
وذات مساء قرع جرس الباب ضيوف، رحبوا بهم أجمل ترحيب.. امرأتين وشاب يلبس الجينز وذو شعر مسترسل ويرفع عن ساعديه قميصاً يكاد أن يتفتق عن جسمه ويتدلى من صدره سلسله تلمع.. بدأت الحديث السيدة كبيرة السن.
إنهم قدموا خاطبين لابنهم المتزوج بأبنة عمه وله منها ولدين ويسكن مع أهله فحدثت مشاكل طويلة أدت الى الطلاق والبحث عن زوجة بديلة.
تم رفض العريس بعد السؤال عنه عرفوا انه ليس له رأي وكل القول لأمه عدا عن التدخلات من كل أفراد أسرته في حياته الزوجية.
ردت على هاتفها وإذا به صاحب أحد مشاغل الخياطة يبلغها الموافقة على تعيينها، فرحت وقالت لوالديها ففرحت الأم وبدت ملامح حزن على وجه أبيها فقط الأم قادرة على قراءتها...
...............يتبع الجزء الثاني
You must be logged in to post a comment.