الانكار لايفيد :
لديك مشكلة ما لاكنها ليست من نتاج ما فعلته انت بل شخص اخر يتحمل مسئولية وجود تلك المشكلة وتتحمل انت عناء التفكير ثم عناء الفعل لحلها اذا فقد اصبحت مشكلتك فى كل الاحوال..
لو من المحتمل ان مشكلاتى تكون بسبب اشخاص اخرين او انها تكون بسببى فأكبر الاحتمالات بل اكبرها كثيرا ان تكون بسببى أنا ((مارك مانسون))..
نعم فى الغالب اكون انا الحاكم بأمره فى كا مايحدث لى من مشاكل ..من الممكن ان نكون نحن انفسنا سبب المشكلة لاسباب تتعلق بمدى نظرتنا لانفسنا.. فأن نظرت لنفسى على انى الشخص الذى يملك الحقيقة المطلقة والذى يجب ان ينبهر الجميع بأراءه أوكتابته أوافعاله فلن اتحمل ابد ان يخالفنى احد فى وجهة نظرى اوان ينتقدنى أو أن يبدى احدهم عدم الاهتمام بما اقول او افعل و بالتى ستكون لدى مشكلة حقيقية مع الواقع الذى اعيشه لان هناك حتما من يخالفنى فى الرائ ,وايضا هناك من لا يهتم بكل ما اقول او افعل, وهناك من لاأروق له اصلا ..
و مثالاأخرمن الممكن ان أكون انا سبب المشكلة اذا وضعت فى الاعتبار ان لايمكن للفتيات الاعجاب بشاب أنفه كبيرة نسبيا (( لدى واحدة)) فلن اسعى ابدا للاقتراب من اى فتاة خشية أحتمالية ان يصدر منها اى كلمة او فعل يوحى بعدم الاعجاب بى.. وبهذا ستكون لدى مشكلة حقيقية مع العلاقات بالجنس الاخر..
وهكذا تتكون نوعية هذة المشاكل فهى نتاج لقيم قمنا بوضعها فى عقولنا على مدار عمرنا تسبب لنا مشاكل لن تنتهى ولن تحل الا اذا قمنا بالقاء تلك القيم الخاطئة من عقولنا الى الابد ..لاكن هل بذالك انتهت جميع المشكلات؟
بالطبع لا.. المشكلات لابد من وجودها حتى ان كنت لا تريد ذالك فستكون موجودة رغما عنك ..
نهاية المشكلة أوهام :
اذا كانت مشكلتك هى ان تشترى منزل لكى تتزوج فأنك تجتهد وتعمل كثيرا وتتحمل معانات العمل وضغوطه لتجنى المال اللازم لتحقيق هدفك وحل تلك المشكلة ... ثم بعد مرور عدة سنوات استطعت ان تحل تلك المشكلة وتشترى المنزل وتتزوج.. ها..هل انتهت مشاكلك؟ طبعا لا بل انك وجدت نفسك امام مشكلة اخرى وهى انك اصبح لك اسرة انت مسئول عنها وانك لابد ان تعمل كثيرا كى تفى بكل احتيجات المنزل والاسرة..ومن المتوقع ايضا ان يرزقك الله بالاطفال فتجد نفسك فى الاحتياج لحل مشكلة بعد مشكلة وهكذا ..لا معنى لحياةالانسان بدون وجود مشاكل يعمل على جعلها مشاكل أفضل ..لاكن مشاكلنا مختلفة بأختلاف القيم التى نضعها لقياس مدى سعادتنا ..
الحلول السريعة:
هناك اشخاص لايعترفون بوجود المشكلة اصلا وذالك يرجع لبحثهم عن الهروب.. فيتعاطى احدهم المخدرات واخر ينغمس فى ادمان اللعاب اليكترونية بشكل غير طبيعى واخرى تترك نفسها اسيرة العالم الوهمى فى مواقع التواصل الاجتماعى اربعة وعشرون ساعة يوميا.. انهم يبحثون عن الحلول السريعة التى تشعرهم بعدم وجود مشكلة لاكن تظل المشكلة قائمة بطبيعة الحل .. وكل هذا هروبا من المواجهة وتحمل المعاناة التى لن تحل المشكلة الا بالشعور بها ويؤدى هذا الهروب لجعل المشكلة اكبر واكثر صعوبة..
فالألم والمعاناة جزء من حياتنا جميعا منذ نعومة اظافرنا ..الطفل بسن صغيرة يتعلم المشى لا ينجح من اول تجربة لاكنه يتعثر ويسقط واحيانا يصاب من أثر سقوطه لاكنه فى النهاية يفعلها.. فلك أن تتخيل لو ان الطفل هرب من تلك التجارب التى قد تسبب له ببعض الالم والمعاناة واكتفى بالجلوس تجنبا من مواجهة الفشل او السقوط ؟
لابد من وجود مشاكل..يجب ان تعمل على جعلها مشاكل افضل.. لاجدوى من التهرب من مواجهة المعاناة والالم ..لاكن ما يجب ان تفعله هو ان تختار مشكلاتك..نعم فأذا كان لابد لك أن تتذوق المعانة والالم فحق عليك ان تختار ما تعانى او تتألم لاجله..
مسئولية اختيار المشكلة:
كمال وشيماء حبيبان لاكن كمال كانت عنده بعض المشاكل المادية التى أثرت على اتمام الزواج فى الموعد المتفق عليه ..يظهر شريف فى حياة شيماء وتعجب به كثيرا لاثيما انه ميسور الحال .. تقرر شيماء ان تترك كمال وترتبط بشريف.. يعانى كمال فترة من الوقت.. ثم يقرر ان يجعل شيماء نادمة اسفة على قرارها بتركه فعزم على العمل الدئوب كى يصبح ثريا اكثر من شريف هذا , وتحمل معانة كبيرة لعمله اوقات طويلة.. تمر السنين وشيماء تعيش مع شريف فى سعادة واستقرار وحقق شريف ثروة كبيرة جدا.. كمال ايضا حقق ثروة كبيرة وتزوج وكون أسرة لاكن المفارقة ان كمال بعد كل ما حققه من نجاح وثروة وتكوين أسرة لم ينسى قراره بجعل شيماء تشعر بالندم وهو الذى لم يتحقق رغم كل ما فعله طوال تلك السنين والنجاح الذى تحقق له فقد كان يشعر انه فاشل ولا معنى ابد لأى شئ دون ان يحقق هدفه وكانت تلك مشكلته التى تسبب فيها القيمة التى وضعها شعوره تجاه شيماء= (( أجعل شيماء تندم )) وهذا لم يتحقق وبالتى ظل شعوره بالفشل, فأذا كان قد وضع قيمة أخرى يقيس بها مدى نجاحه مثل (( تكوين ثروة )) أو (( تكوين أسرة سعيدة )) لكان قد تغير تقديره الى النجاح بدل الفشل وكانت المشكلة الافضل ستكون =((الحفاظ على ما حققته من نجاح))وهى مشكلة افضل بطبيعة الحال.أذا فهو مسئول عن ذالك الاختيار الذى تسبب بشعوره بالفشل...
قيمة الفعل:
لاكن اذا كانت مشاكلنا موجودة دائما وحتى ان نجحنا فى التعامل معها فأننا نحولاها الى مشاكل اخرى لاكنها مشاكل افضل .يظل السؤال كيف نشعر بالسعادة التى تنتج من النجاح فى شئ ما؟
كلنا نحب الوصول لهذة النقطة النجاح والسعادة الناتجة منه لاكننا لا نحب ابدا تذوق المعاناة والالم اللذان يجب ان نشعر بهما اثناء رحلتنا الى هذا النجاح فنظل كما نحن بدون تقدم فى اى شئ ويكفينا ان نبرر لاشخاص اخرين نجاحهم بالحظ والظروف المميزة التى ادت لنجاهم فى شئ ما
انظر الى الطفل الصغير وهو يحاول تعلم المشى أو الكلام سترى ان والديه يكونان فى قمة السعادة أثناء محاولاته حتى لو فشل عدة مرات وكذالك يكون الطفل سعيد وهو يرى والديه يشجعانه فى هذة المحاولات..
من الافضل نشعر بالسعادة فى كل المحاولات التى نقوم بها لجعل مشاكلنا افضل بصرف النظر عن النجاح او الفشل لسبب بسيط اننا سنكون رابحين من كل المحولات التى فعلنها حتى نتمكن من جعل مشاكلنا افضل وكلما كان عدد المحولات أكثر كلما اكتشفنا قيم سيئة لدينا يجب ان نتخلص منها وقيم جديدة يجب ان نتمسك بهاوبذالك نكون قد تطورنا ونستحق ان نواجه مشاكل افضل..ستسألنى اذا ما نجحت فى الدراسة او فى الارتباط بالشخص الذى احبه او اذا حققت مالا كثيرا من صفقات العمل الخاص بى فلن اكون سعيد ؟
بالطبع ستكون سعيد وقتها لاكن ماذا بعد؟
بعد نجاحك فى الدراسة ستكون مشكلتك الافضل هو العمل المناسب والنجاح فيه, وبعد ارتباطك بالشخص الذى تحبه ستكون مشكلتك الافضل ان تجتهد فى الحفاظ عليه وان تتحمل مسئولية الارتباط بكل ماتعنيه الكلمة, وبعد ان تحقق مالا كثيرا من صفقات العمل الخاص ستكون مشكلتك الافضل هى ان تحاول ان تتوسع فى اعمالك باشكل الذى يناسب لحجم ارباحك التى تقدرها انت...وهكذا فأن الشعور بالسعادة فى الاوقات التى تحقق فيها نجاح ما يكون لوقت قصير جدا ومن الممكن ان لم يحدث نجاح بعد اول محاولة ان تكتفى ولا تعيد المحاولة لانك ببساطة لم تشعر بالسعادة لعدم تحقيق النجاح ..اما ان وجدت السعادة فى محاولاتك لجعل مشاكلك أفضل وفى تحمل المعاناة والالم المرافقين لتلك المحاولات فلن تتوقف عن الفعل حتى تفعلها..
اقتل الخوف بسيف الفعل:
يقول مايك مانسون فى كتابه الشهير فن الامبالاة: عندما كنت فى المدرسة الثانوية كان معلم الرياضيات يقول لنا (( اذا وجدت نفسك عاجز عن حل مسألة فاياك ان تجلس وتفكر فيها وفى صعوبتها. بل أبداء العمل على حلها. حتى ان كنت لا تعرف ما تفعله.فأن مجرد العمل على المسألة يؤدى لجعل الافكار الصحيحة تأتى الى عقلك .)) .
كثيرا منا لايبداء بفعل شئ تجاه مشكلاته من باب انه ليس بيده شئ لفعله وغالبا يكون السبب الحقيقى هو الخوف فى صور عديدة مثل الخوف من المواجهة او الخوف من الرفض او الخوف من الخسارة..ألخ. ويحتاج الى شئ كبير يحدث فى حياته الانفعالية ليجد حافزا كى يقوم بفعل شئ ما وبالتالى ينتج عن الفعل تغير و..و..وماذا لاشئ سيقف كما هو دون تقدم فى اى شئ حتى يفاجاء بظهور مشكلة كبيرة كان قد أغفل الطرف عنها وبالتالى لم يفعل شئ وتركها تكبرلتحدث شئ كبيرا فى حياته الانفعالية فيجد الحافز على فعل شئ ما ليحدث تغير وهكذا ...
افعل شئ ما ..يحدث لك تغير ما.. لينشئ الهام انفعالى..لتجدالحافز للفعل.. وهكذا..
انها معادلة للحصول على مشكلات أفضل .
You must be logged in to post a comment.