في زمن الاوبئة علينا فقط التسليم لأمر الله ومجاراة ما هو مطلوب منا للحفاظ على ما تبقى من أنفسنا لنكمل حياتنا محملين باحلامنا وطموحاتنا .
مرحبا بك في عام ٢٠٢٠ هنا تنتهى القوة والعنف والدم وتبدأ محاربة ماهو مجهول وغير مرئي ، هنا نحارب أنفسنا ايضا وهي اخطر انواع الحروب واشدها تاثيرا على النفس البشرية ، عاشت البشرية على مر العصور والتاريخ اقذر الحروب وجهزت لها الصواريخ والدبابات والاسلحة بشتى انواعها لمواجهة ماهو اماها من كيان او لحم ودم ، نعيش اليوم ما هو اخطر علينا من ذلك كله وهو أنفسنا، الان في زمن الكورونا نحن نواجه انفسنا قبل ان نواجه غيرنا ،نحن نجاهد لكي نبقى محافظين على من نحب لنكمل معهم طريقنا الذي بدأناه ، نحاول قدر الإمكان التأقلم والمضي قدما لمواجهة ماهو مجهول، زمن الأوبئة بالنسبة لنا جديد لم نعشه من قبل نحن الذين عشنا الحروب والتشرد والمجاعات وقاومنا الطبيعة بطقسها الحار والبارد وأرضها السهلة والصعبة ومياها العذبة والمالحة.
الصراع الحالي ليس لأجل المال او السلطة وهو الصراع المحبب لنا على مر العصور والتاريخ، الصراع الحالي هو الانتقال من مرحلة الى مرحلة من الماضي القريب الى الحاضر البعيد ، من احلام الى احلام اخرى اشد منها وطرا وقسوة ، زمن الأوبئة يجعلنا نجلس مع انفسنا اكثر من ذي قبل ، كشف لنا حقائق عن احوالنا عن افكارنا عن مبادئنا، جعلنا نقف مصدومين امام انفسنا ومندهشين من تغيرنا في لحظة زمنية قصيرة، جعلنا لا نرى اخطاء غيرنا بالقدر الذي رأينا فيه انفسنا ، جعلنا مؤمنين ان كلنا بشر كلنا نخطيء كلنا لنا نفس الأطماع والاحقاد .
كورونا وقفت أمامنا لكي تقول لنا جئت لكم اليوم كي اكشف لكم نفوسكم ومعادنكم ، جئت لاريح الارض والسماء والشجر والنبات والحيوان من عنجريتكم وتكبركم ، جئت لاريحكم من بعضكم البعض واكشف لكم من انتم حقا .
You must be logged in to post a comment.