الهروب للعالم الآخر
طريق جديد و مفهوم غريب أيضا للعالم الآخر الذي طالما اعتقدنا أن العالم الآخر فقط حياة البرزخ و ما بعدها من الأهوال .
و بهذا المقال سنتعرف على هذا العالم الآخر و الذي اعتبره عالم أكبر من عالمنا و فهمه يقتصر فقط على الأفراد الذين يدخلونه و يعيشوا به .
هو عالم ليس محدد لفرد أو نوع من الأفراد في هذا الزمن بل وحتى في هذا التوقيت بالتحديد أغلب الأفراد و حتى العائلات لديهم عالمهم الخاص الآخر ،و كثير منا يجهله و يجهل التعامل معه و ماذا يفعل به !؟.
لنبدأ بعالم التلفاز و الراديو اللذان ظهرا في منتصف القرن الماضي و من هنا بدأت القصة ، فأصبحت العائلات تجتمع على التلفاز و يتابعه(( الأب و الأم و الإخوة و الأخوات )) كلهم يراقبون هذا الكائن الغريب في البداية و كأنه من كوكب آخر ، و اللافت للنظر أن كل من يتابع التلفاز و ما يدس به،فكل فرد من المتابعين لديه منظور خاص به يأخذه إلى عالمه الخاص تبدأ من الأب و تنتهي بأصغر طفل في الأسرة الواحدة ، فالكل يراقب و يشاهد يفهم حسب ما أراد و ينشئ عالمه الخاص الذي بناه على ما رآه و كل ذلك دون شعور و لاننسى الراديو القديم الذي هيأ للتلفاز بالظهور و اللذان كان لهما سببا في تغير بعض العادات والتقاليد و القيم .
ومن ثم بدأ عهد الأقمار الاصطناعية (( الستالايت - الديجيتال )) و توابعها التي حولت كل مفاهيم التكنولوجيا في العالم و التي كان الدور الأكبر له في تغير بل وحتى إنشاء تقاليد و مفاهيم أخرى و بالأخص على الأطفال و اليافعين ، فالديجيتال الرقمي المعروف يبث المئات من القنوات السيئة و الحسنة وكان لها تأثير كبير ببرمجة العقول للكبير و الصغير و التهيئة النفسية لما هو قادم ألا وهو الهاتف المحمول و الذي يعتبر الآن أساس كل شيء تقريبا و لكن المشكلة ليست بالهاتف المحمول فقط ، بل تعدا ذلك بالألعاب التي به و الإدمان عليها و التعلق بها حتى تكاد تفهم بأننا خلقنا فقط لهذا الشيء، و ما كانت تفعل تلك الألعاب بعقولنا و من ثم بدأ العالم الآخر العام الذي لا يميز بين كبير ولا صغير ألا إنه الانترنت العالم الغريب الكبير البعيد القريب المخيف ، عالم لا يحده شيء و لايوقفه شيء و لا ينتهي لشيء .
له من الحسنات الكثير الكثير و له أيضا من السيئات الكثير الكثير أيضا وكل ذلك حسب استخدام الفرد لهذه الآلة (( الإنترنت )) الذي أشبهه بالثقب الأسود في الفضاء الذي يدخله يستحيل الخروج منه ..
فعلاً إنه عالم مليء بالضجيج و الصخب و بنفس الوقت بالحب و الحنان ، قد تقول في نفسك ما هذا التناقض و لكن تأمل تلك الآلة من المنظور البعيد سوف تتأكد بنفسك من هذا ...
و عالم آخر داخل العالم الذي قبله و لكنه أشد أذى و له من المنافع الكثير لمن يحسن استخدامه هو عالم التواصل الإجتماعي و الذي للأسف في هذا الآونة لم يعد لديه منفعة تذكر و من هنا أتى المعنى الأعم للعالم الآخر ، للأسف الشديد أصبح التواصل الإجتماعي يعرف عن حياتنا أكثر من الأهل أنفسهم ، أصبح ساحة للغضب و النزاع و الكره و الحقد و التفنن في هدم البيوت من وراء الشاشات الصغيرة لهذا المجتمع الصغير الكبير حتى الزواج و الطلاق و التعزية و المباركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كل هذا و أكثر من ذلك حتى في أصعب الأوقات كالحروب و المشافي يصورون أنفسهم وغير ذلك اصبح الصغير و الكبير يعرفه .
و الألعاب الكترونية الاون لاين التي هدمت أدمغة الأطفال بل و حتى الكبار والتي لا احسب لها شيء من المحاسن فكم من العقول خربت و الشخصيات حطمت و النفوس قتلت ...
1 التلفاز عالم آخر
2 الراديو عالم آخر
3 الهاتف المحمول عالم آخر
4 الانترنت عالم آخر
5 وسائل التواصل الاجتماعي عالم داخل عالم آخر
6 الألعاب عالم آخر
الكل يهرب من العالم الحقيقي الجميل إلى العالم الآخر الذي هو عبارة عن وهم و فضاء لا طائل لنا به ..
وأخيرا لا ننسى أسوأ العوالم الأخرى و هي المخدرات هذه الآفة الفتاكة للكبار و الصغار للنساء و الرجال لكل المجتمع عالم حقير ذليل وضيع و هو غني عن التعريف
لا بد لنا من سلوكيات صحيحة ، و أسس علمية تكون لنا قانون نمشي به في هذه العوالم .
سنذكر بعض سلبيات العالم الآخر في مقال آخر إن شاء الله تعالى.
رسالة للمجتمع (( عودوا لعالمكم الحقيقي ))
لنعود لحياتنا الجميلة العفوية البسيطة تحب الله و رسوله ...
وكل هذه العوالم إنما هي حرب على العالم الإسلامي و قد حققوا نتائج مبهرة بذلك فتدمرت المجتمعات و العادات و التقاليد و الأهم من ذلك هدموا الدين و لكن الذي لا يعملونه أن الله متم نوره ولو كره الكافرون ..
اللهم اغفر لنا تقصيرنا و اعف عنا و عافنا و اهدنا إلى الرشد و العمل و القول الحسن ...
بقلم أحمد إبراهيم عبد الجليل .
جميل
رائع ♥️♥️
رائع ♥️♥️
واقعنا للأسف الشديد
You must be logged in to post a comment.