لابد من الانتقائية أحيانا، انتقائية لأشخاص، لأفكار أو حتى لمواقف..
لأن فأرة هزيلة على طبق ذهبي لا تسر ناظرها، ولأن ريشة بالية لا تفي بالغرض لخطاط ماهر، ولأن فكرة سلبية لأسير وسط زنزانة وأغلال؛ ستقتله وهو لا يزال حيا..ولأن ولأن ...
فلنعد لنقرأها مجددا " انتقائية " على ما يبدو أن الإنسان ليس بالضرورة له أن يعيش على التراب فحسب إنما يمكن أن يقطن أيضا داخل الكلمات يستوطن بها ويتشبث بين أحرفها خوفا من أن تفلت منه عله بكلمة واحدة يستطيع إيجاد أجوبة منطقية لكل تساؤلاته أو يستطيع استيعاب شيء واحد تحديدا ودون غيره، أيمكن لعالم يضم بلايين الكائنات ويتسع لأضعافهم أن يتضاءل فجأة ليصبح قرية صغيرة؟ وكما نقول عادة : " يا الله الدنيا شو صغيرة " فيظهر أناس من عرق واحد من أرض واحدة أو حتى من بطن واحد ومع كل نقاط التشابه التي تجمعهم ولكن لا أحد منهم يعرف الآخر حقيقة ولكأن كل واحد منهم انتقى صفات أزلية باتت تعبر عن كريزمة تختص به فعز كل منا على أوتار قلبه بالوتيرة التي تناسبه..
هي مجرد تلعثمات بسيطة وتخبط أفكار وسط كلمة " الانتقائية " لتخبرنا أن التخلي فعلا فن ولنا القيام به في كثير من الأحيان لنمضي قدما؛ لأن تربصنا بالماضي مهما كان جميلا سيفقدنا لذة الحاضر ولن ندرك بعدها أمل المستقبل، فالتخلي قوة وليس للجميع إدراكها سواء أكان تخليك عن فكرة لطالما أقحمت نفسك بها دون جدوى أو تخليك عن أناس رغبة في أن تهبك الحياة بعدهم أناس أفضل ممن سبقوا، تخليك عن السلبية، عن الضغينة، عن الكره، وعن كل ما يمكن أن يجعل حياتك تشوب بالملوثات هوة حقا قوة.
وفي الختام، أذكر وأننا في خضم هذه الكلمة لابد لنا انتقاء حبل واحد للتمسك به طيلة حياتنا وهو الحبل ذاته في: " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" فهو الحبل الوحيد لخلاصك...
You must be logged in to post a comment.