مفارقات في السويد

الشئ الجميل بهذه البلاد البارده أن فقيرهم و غنيهم يشبهون بعض أو هكذا يبدو لنا للوهلة الأولى.. يتميز السويديون بأنهم يحبون التغيير ولكن لامانع لديهم من التبرع بالقديم مما يمتلكونه من اثاث وملابس وغيره وشراء المستعمل منه والذي يكون بحالة ممتازة تقريبا ان لم يكن جديدا.. رأيت اعلان لشواية على صفحات الفيس بوك فقررت شراءها خاصة وان صديقتي ذكرى اعربت عن رغبتها في جلسة شواء تجمعنا مع ابناءها وزوجي وصديقه اخرى لنا.. رفض المعلن الافصاح عن هويته ولكنه اعطاني العنوان.. قال لي زوجي يبدو ان له غرض.. قلت له هنا في السويد لايمكن ان يؤذيك احدهم الا برغبتك فلا تخشى شيئا.. اتفقت انا والمعلن الذي لا اعرف جنسه او عمره على الذهاب لبيته الذي يبعد عني مسافة ساعة وتزيد لانني سأغير باصين.. وكان عندي درس يومها والفاصل الزمني بين موعدي معه وانتهاء دوامي الدراسي حوالي ثلاث ساعات فعزمتني صديقتي فاطمه عندها على الغذاء وشاهدنا فيلما ثم ذهبت لموعدي ومن باص لاخر ياقلبي لاتحزن.. وصلت للمكان المفترض واتصل بي المعلن الذي اخيرا تكرم علي واعطاني رقمه واعطاني الموقع بالتحديد.. ولكن علق جوالي .. فجوالي كعادته يخذلني دائما في مواقف كهذه .. و كأنه يقول لي ارحميني وهاتي غيري.. المهم لم اعرف اين هو الغرب من الشرق عن يميني ام شمالي وصاحبنا المعلن طلع شابا اقل من العشرين عاما وبالصدفه وجدت زوجين يمارسان رياضة المشي فاستنجدت بهما ان يحادثوه علهم يعرفون الموقع جيدا .. الحمدلله انهم عرفوا وحاولوا ارشادي فلم افهم وقد كنت منهكة فعرضا علي ان يتمشيا معي للبيت المعني فهما يمارسان رياضة المشي وقد قطعا خمسة الاف خطوة ومتبقي لهما الكثير.. على كل حال اخبراني انهما مسلمان من البوسنه ومتقاعدان واخبرتهم عني .. وصلنا الى البيت المنشود.. وكانت الأم الجميله تنتظر امام فيلتها الحلوة وبيدها كرتونا صغيرا بنصف حجم كرتون الحذاء الرياضي مشيرة انه الشواية.. تجمدت الدموع في عيناي.. قطعت كل هذه المسافه وانتظرت في هذا البرد من اجل هذه الشواية.. قلت لها.. لماذا لم يعطني ولدك ابعادها او يكتبها في اعلانه.. ووضحت لها من اين قدمت واين اسكن.. وحقيقة لم يصمت الزوجان وحدثاها بالسويديه.. وجدتها تقول لي خذيها هدية مني. رفضت ذلك وشكرتها على لطفها.. ولكن الرجل البوسني وخزني من كتفي وقال لها شكرا .. واخذها واعطاني هي وعادوا معي لموقف الباص وتبادلنا ارقام جوالاتنا مع وعد منه باهدائي شواية كبيرة تليق بضيوفي الذين عزمتهم على حفلة الشواء بهذه الشواية التي بالكاد تتسع لحبتين من النقانق.. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author