بداية النهاية/ المسيح الدجال

مع ازدياد الأحداث الغريبة التي يتعرض لها العالم مؤخرا وبشكل غير مسبوق فقد أصبح الكثير يتوقع اقتراب نهاية العالم بل ويصفون الأحداث المؤخرة بأنها بداية النهاية لكوكب الأرض وسنتحدث هنا عن علامة من علامات الساعة الكبرى وهي خروج الأعور الدجال فمن أين يخرج؟
يخرج المسيح الدجال من جهة المشرق من خراسان قال عليه الصلاة والسلام: "الدجال يخرج من أَرض بالمشرق يقال لها خراسان" ويسير في الأرض فلا يترك بلدا إلا يدخله ما عدا مكة المكرمة والمدينة المنورة فلا يستطيع الدخول إليهما لأن الملائكة تحرسهما فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: " ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق مَا هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق مَا هو وأومأ بيده إلى المشرق".


من هو المسيح الدجال؟

المسيح الدجال هو رجل يُضل الناس يخرج في آخر الزمان جسيم هجان أحمر الوجه جعد شعر الرأس كأن رأسه وشعره غصن شجرة كأن رأسه أصلة أي تشبه رأس أفعى الأصلة، عريض النحر في رواية ورد أنه قصير وأفحج أي متباعد ما بين الفخذين وفيه انحناء في ظهره، أعور العين اليمنى وفي روايات أن إحدى عينيه ممسوحة وقد كتب على جبهته كفر أو كافر يقرؤها كل مؤمن قارئ أو غير قارئ كما يروى في الأثر أنه عقيم لا يولد له.

قال الرازي في تسمية المسيح الدجال بهذا الاسم: "وأمّا المسيح الدجّال فإنّما سُمّي مسيحاً لأحد وجهين أولهما: لأنه ممسوح العين اليمنى وثانيهما: لأنه يمسح الأرض أي يقطعها في زمن قصير لهذا قيل له: دجال لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها وقيل سمي دجالا من قوله: دجل الرجل إذا موه ولبس" أما كلمة الدجال فإن أصلها منسوب إلى الدجل والدجل في اللغة هو الكذب ودجال على وزن فعال وهذه الزيادة في الفعل تفيد المبالغة والمعنى أنه شديد الكذب.
يعد ظهوره علامة من علامات الساعة الكبرى وقد ورد عنه في الحديث أنه قال: "إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان على كلتيهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده سيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها".


علامات اقتراب ظهور المسيح الدجال

من العلامات التي تبشر بقرب ظهور المسيح الدجال مرور الأرض بسنين عديدة من القحط والشدة والفقر وعدم البركة في أي شيء أو أي عمل وانتشار الفساد والكذب بشكل ضخم بين الناس وتحول الدين لمسمى شكلي فقط فلا تجد المسلمين مصلين ولا تجد أكثرهم مخلصين فيقل التمسك بالدين وتتفشى المعاصي والفتن بشكل كبير بين الناس.

إن فتنة الدجال هي أعظم فتنة ستشهدها البشرية منذ خلق الله آدم حتى قيام الساعة وذلك لأن فتنته مصحوبة بخوارق عجيبة تدهش العقول فقد ورد أن معه جنة ونار وأن جنته ناره وناره جنته ولا يفتن بذلك إلا ضعيف الإيمان قليل التقوى، كما وقد ورد بالصحاح أن معه أنهار ماء وأنه يأمر السماء أن تمطر فتطيع والأرض أن تنبت فتطيع وتنبت وتتبعه كنوز الأرض كلها ويقطع الأرض بسرعة كسرعة الغيث استدبرته الريح إلى غير ذلك من الخوارق وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدجال أعور العين اليسرى جُفال الشعر (أي كثيره) معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار" وقال أيضا عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح: "لأنا أعلم بما مع الدجال منه: معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد منه فإنه ماء بارد".

أرشد الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بما يتوجب على أمته فيعصمها من فتنة المسيح الدجال وقد أنذر كل الأنبياء أقوامهم بفتنة الأعور الدجال وحذروا منه ولكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم زاد التحذير والإنذار في أمته وقد بين الله له الكثير من صفات الدجال لأنه خارج في هذه الأمة لا محالة فهي آخر الأمم فما الذي عليك فعله لتنجو من فتنته؟ التي نسأل الله العظيم أن يعافينا ويعيذنا منها.

أولا: ما يجب على المسلم أن يفعله من قبل فتنه الدجال هو أن يخلص لله في دينه وأن يتمسك بالإسلام ويتفقه فيه فيعرف الله أسمائه وصفاته التي تفرد فيها سبحانه وتعالى فإذا تعرض للدجال وكان قوي الإيمان شديده علم أن الدجال أعور والله ليس بأعور كما وأنه بشر يأكل ويشرب والله يتنزه عن ذلك وأن المسلم لا يرى ربه إلا في الجنة أما المسيح الدجال فيراه المؤمن والكافر على حد سواء فرغم الفتن العظيمة التي تخرق المألوف إلا أن المؤمن يذكر أن الله قد أخبره بذلك فلا يفتن، كما أخبر النبي أن الذي يتلو من سورة الكهف على الدجال لا يفتنه ولذلك عليك أن تحفظ سورة الكهف حيث قال بعض العلماء أن الذي قصده النبي هو أول عشر آيات منها وقال بعضهم أن الذي أراده هو آخر عشر آيات ومنهم من قال من اوسطها فعليك بحفظها كاملة من باب الحيطة في أمرك، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال" وقال شعبة رضي الله عنه: "من آخر الكهف وقال همام من أول الكهف".

ثانيا: إذا علمت أنه خرج فعليك الابتعاد عنه ما استطعت وإن وثقت في دينك وإيمانك فإن فتنته عظيمة فإن قدرت على أن لا تقابله كان أحوط لك وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات).

نهاية المسيح الدجال

يلبث الدجال في الأرض أربعين يوما كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع وسائر الأيام أيام عادية فتعم فتنته بقاع الأرض ويكثر أتباعه فلا ينجو من فتنته إلا قلة قليل من المؤمنين وتكون نهاية الدجال على يد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام حيث يأمر الله بنزول عيسى إلى الأرض فيكون نزوله عند المنارة البيضاء في دمشق فيقتله وبذلك تنتهي فتنته فيحكم عيسى الأرض ويسود العدل كما لم يسد من قبل وتشهد الأرض كلها توحيدا وحكما تحت أمر حاكم واحد وهو المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.
قال عليه الصلاة والسلام: "يقتل ابن مريم الدجال بباب لُدٍّ". وباب لد هي منطقة في فلسطين فإذا رأى الدجال عيسى عليه السلام ذاب كما يذوب الملح في الماء وعندما يقتل يهرب أتباعه ومناصروه فيلحق بهم المؤمنون فيقتلونهم حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله وقد وصف لنا الرسول صلى الله عليه وسلم حاله عند نزوله فقال: (ليس بيني وبين عيسى نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع على الحمرة والبياض ينزل بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل).

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر