بداية النهاية/ يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج هي ألفاظ مشتقة من المأج والذي يعني في اللغة العربية: الاضطراب ويشير أيضا إلى لهب النار وأجيجها وهما طائفتان كثيرتان العدد من بني آدم والذي يدل على كثرتهم ما ورد في أن المسلمين يوقدون من أسلحتهم بعد هلاكهم مدة سبع سنين فكما ذكر في سنن الترمذي: «سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ونشابهم وأسلحتهم وأترستهم سبع سنين» وهم محجوزون في مكان حيث بني عليهم سدا لن يزال إلا عندما يأذن الله سبحانه وتعالى بذلك في أجل حدده عنده و ينسب موقع وجودهما إلى الشرق الأقصى وأغلب الظن أنهم من سكان الصين وما حولها لأنهم من الشرق الأقصى وقد أقام ذو القرنين سداً بينهم وبين الناس منعهم من الخروج قال تعالى: "فمَا اسطاعوا أن يظهروهُ وما استطاعوا له نقبا" وكما يذكر في القرآن والآثار النبوية الصحيحة أنهم سيخرجون في آخر الزمان.

-وقبل أن نتحدث عن قصة قوم يأجوج ومأجوج تفصيليا تاليا سنأتي على ذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وردت في هذا الشأن:

* قال تعالى في سورة الأنبياء: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون).
* وقال في سورة الكهف: (حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولاً * قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا .. الآيات).
* وفي صحيح البخاري قال عليه الصلاة والسلام: (ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج).
* وقال صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث).
* وقال : (لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج).

- حسنا بعد أن عرفنا أن يأجوج ومأجوج من قوم آدم عليه السلام إذن هم من نسل بشري فمن أي ملة هم؟

قوم يأجوج ومأجوج من المغول وتحديدا من نسل يافث بن نوح عليه الصلاة والسلام وهم قوم كثر إفسادهم في الأرض وقد عرفوا بكرة أذاهم وعدوانهم على الناس وعندما جاء ذو القرنين اشتكى الناس إليه حتى يحميهم من أذاهم فقد عرف عنه أنه حاكم عادل آتاه الله قوة يستطيع بها أن يسيطر على بلاد تشرق الشمس من أولها وتغرب في آخرها، فقام ببناء سد فحاصرهم فيه. أما فيما يتعلق بأشكالهم فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنكم تقولون لا عدو، وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج: عراض الوجوه، صغار العيون، صهب الشغاف، ومن كل حدب ينسلون. كأن وجوههم المجان المطرقة".

- مكان سد يأجوج ومأجوج

لا يعلم دليل قاطع من الكتاب أو السنة عن مكان السد الذي حوصروا فيه ولكن ورد في بعض تفاسير القرآن الكريم أنه وراء الصين وذكر بعضهم أنه في جورجيا في جبال القوقاز قرب أذر بيجان وأرمينية واستدلوا بذاك من أثر روي عن ابن عباس رضي الله عنه وقيل إنه في أواخر شمال الأرض ويوجد غيرها من الأقوال ولكن المكان غير معروف على وجه التحديد.

- خروج يأجوج ومأجوج

كما هو معلوم أن قوم يأجوج ومأجوج محاصرون في مكان ما ولكن إلى موعد محدد فإذا أذن الله لهم بالخروج سيخرجون ويجوبون الأرض قتلا ونهبا وإفسادا وهم كثيرون فقد ورد فيهم أنه لا يموت الواحد منهم حتى يرى ألفاً فصاعداً من ذريته فعندما يؤذن لهم بالخروج يمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها من ماء ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، فلا يدري آخرهم أن أوائلهم هم من شربها من كثرة عددهم وعندما يصل أواخرهم إليها تكون قد جفت جميعها كما أنهم يحملون السلاح ويجيدون الرماية وهم يحفرون في السد كل يوم ليخرجوا فإذا جاءوا في اليوم التالي ليكملوا حفرهم وجدوه كأشد ما كان بقدرة الله سبحانه ويعد خروج يأجوج ومأجوج من سدهم أحد علامات الساعة الكبرى وهي العلامات التي لم تحدث بعد ولكن مقدماتها حدثت منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عليه الصلاة والسلام: "يفتح الردم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد وهيب تسعين"

- كيف تكون نهاية يأجوج ومأجوج؟

نزول عيسى ابن مريم عليه السلام هو علامة من علامات الساعة الكبرى أيضا وهي تسبق بالحدوث خروج قوم يأجوج ومأجوج فعندما يخرجون يكون عيسى هو الحاكم الذي يحكم الأرض بحكم الإسلام العادل الكامل فتمر سنينا من السلام تحت إمرته لم تعرف مثلها البشرية من قبل فإذا خرجوا أمر الله سبحانه وتعالى المسيح عيسى عليه السلام أن لا يقاتلهم وأن يأخذ من معه من المؤمنين ويذهب إلى جبل الطور.
وما يحدث من قوم يأجوج ومأجوج بعد كثرة الفساد والقتل في الأرض أنهم يبنون صرحا عظيما فيطلعون فيه ويرمون سهامهم باتجاه السماء من شدة كفرهم ويقولون حينها: (قتلنا أهل الأرض ولنقتل أهل السماء) فتعود السهام بقدرة الله وإذنه ملطخة بالدماء وتكون نهايتهم بأن يستجيب الله دعاء عيسى عليه السلام والمؤمنين معه بأن يرسل الله عليهم دودًا يسمى (النغف) وهو حشرة صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة يخرج من خلف رؤوسهم فيقتلهم فتتناثر جثثهم في كل بقاع الأرض وطريقة قتلهم هذه ليست إلا حكمة من الله سبحانه حيث أنه قدر على إبادة هذا الجبروت العظيم والإفك الكبير بحشرة صغيرة فسبحان الله! وأما بالنسبة لجثثهم التي تتناثر في الأرض فهناك روايتان في مصيرها الأولى أن الله يرسل طيروا ضخمة أعناقها كأعناق الإبل فتحملهم وترميهم حيث يشاء سبحانه والثانية أنهم يصبحون طعاما لدواب الأرض فتأكل جثثهم حتى تسمن من كثرة لحومهم فيأمن الناس بعد ذلك وتخرج الأرض ثمارها وبركاتها ويحج المسلمون إلى بيت الله الحرام فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج).

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر