تجربتي مع مغص الرضيع :
كنت شغوفة جداً للأمومة.. و لكن بعد الليلة الأولى تغيرت كل قناعاتي..
بكاءٌ و صراخ لا يتوقف..
جميعهم يقولون لي إنه جائع أرضعيه المزيد.. لعلّ حليبك لا يشبعه! ..
وهو لا يريد صدري.. و يرفض رضّاعة الحليب..
هو يبكي و أنا أبكي معه..
حتى أصبحت أقول ليته ظلّ في أحشائي عاماً آخر.. فحمله في بطني أهون عليّي من تحمل صراخه..
أُصبت بوجع في أذناي بسبب صراخه المستمر ..
والدتي تقول لم أسمع في حياتي طفلاً يبكي دون انقطاع..
حماتي تقول لعلّ فتقاً في أمعائه!
قريبتي تقول لعل أحداً حمله و لَوَى ذراعه..
جارتي في الطابق العُلوي تتصل لتسأل ماهو سبب بكائه طوال الليل.. هل هو بخير؟!
ذهبت به إلى الطبيب.. فَحَصه من رأسه لأخمص قدميه..
ثم قال لي: (ابنك ما فيه شي.. بس نفخة و مغص شديد)
وكتب لي الأدوية المناسبة..
عدت للمنزل فرحة جداً أنني عرفت العلاج ، و سأهنأُ بليلة نوم وأخيراً...
لكن تلك الأدوية لم تؤثر أي تأثير.. جلبت كل الأدوية في الصيدلية، العشبية منها و الكيماوية..
و اشتريت ماء الغريب، واستوردت أدوية أجنبية من خارج البلد..
صدقوني لم ينجح أي شيء..
هو في بكاء مستمر حتى أصبح يرفض الرضاعة كلياً بسبب مغصه..
جن جنوني.. و أُصبت بالقولون العصبي..
دخلت الانترنت.. قرأت مقالات و تجارب و شاهدت فيديوهات كثيرة.. و جربت الكثير من العلاجات..
و هذه خلاصة ما توصلت إليه:
1.علمت أن الطفل يشعر بالمغص و كأنه سكيناً تقطع أمعاءه.. كنت أضع يدي على بطنه و أضغط لمدة ربع ساعة إلى نصف ساعة.. و أشعر أن حرباً طاحنة تدور في بطنه..
2. توقفت عن أكل البقوليات و كل ما من شأنه أن ينفخ الطفل كالبرغل و الفاصولياء و الحمّص و العدس و البقدونس و الجبنة البيضاء .. لأن حليبك هو خلاصة كل ما تأكلينه.. وحتى إن تناولتُ شيئاً منها أهرع بسرعة لشرب الكمون أو اليانسون أو حبوب النفخة.
3. أدهن بطن الطفل بالقليل من زيت الزيتون (أو زيت النانرج) بحركات دائرية.. و أضغط بقدميه على بطنه (حركة البسكليت) حتى تخرح كل الغازات.
4. في المساء مغطس ماء دافئ للطفل تريحه و تخرج الغازات .
5. رضعة فيها يانسون و بابونج، و إذا كان لا يتقبل الرضّاعة فلا بأس بتجربة الملعقة.
6. تجشأة الطفل بعد كل رضاعة مهم جداً وتخفف من الغازات.. حتى لو كان نائماً ضعيه على كتفك و ربتي على ظهره..
7. لا ترجّي رضاعة الحليب بل حركيها بالملعقة.. و اشتري رضاعة فيها خاصية إخراج الغازات، فقد لاحظت فرقاً كبيراً بعد أن اشتريتها .
8. البروبايوتيك. ماهو؟
هو آخر علاج يلجأ له الطبيب لعلاج مغص الأطفال؛ حيث أن معدة الرضيع تكون فيها البكتيريا النافعة قليلة و هو ما يجعله يشعر بالمغص.. و علاج البروبايوتيك هو عبارة عن جرعات من البكتيريا النافعة..
و قد لمست تحسناً بنسبة 30 بالمئة بعده..
لقد استمرت معاناتي مع المغص حتى أصبح عمر ابني ثمانية أشهر..
إن الأمومة ليست بالشيء السهل.. لكن لا تستسلمي عزيزتي.. وتذكري دائماً أن الجنة تحت أقدام الأمهات..
You must be logged in to post a comment.