يتعرض الفرد فى المجتمع للعديد من المواقف المختلفة والعديد من المؤثرات المختلفة سواء أكانت تلك المؤثرات خارجية أم لا، ومن خلال الضغوط المتكررة يذهب العديد منهم الى التخلي عن الحقوق والاداب التي يجب عليه التحلي بها داخل المجتمع الذى يعيش فيه، هذا وخاصة بعدما انتشرت ظاهرة التحرر التي غلب عليها الفهم السيء لدى الأغلب مما أدى الى ظهور النتائج السلبية التي بدت واضحة على الأخلاق العامة فى المجتمع.
وفى الحقيقة علينا هنا ان نتوقف للحظات متحدثين عن مفهوم القيم المجتمعية التي يجب على افراد المجتمع ان يمشوا على خطاها، نعلم جيدا أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده اتى اتفقوا عليها ولم يتفق عليها غيرهم من المجتمعات المختلفة عنهم، فمثلا هناك فى الشرق بعض العادات والقيم المختلفة عن الغرب وهكذا، وبالطبع إذا قام أحد أفراد هذا المجتمع بفعل شيء لم تتفق عليه عادات وتقاليد المجتمع قوبل هذا الفعل بالاستغراب من هذا الشيء وربما عدم القبول.
إلا أنه بظهور الانفتاح التكنولوجي الذى ساعد على تناقل الثقافات المختلفة بصورة فعالة وسريعة أدى الى انتقال بعض العادات والتقاليد وربما بعض الثقافات المفيدة والغير مفيدة الى المجتمعات المختلفة، وربما هذا هو ما جعل أغلب شباب اليوم فى صورة عي أقرب الى الاستغراب جاهلين هويتهم الحقيقية، مما جعلهم فى صورة أقرب الى التشتيت المعرفي والذهنى، لذلك فعلى المجتمع إدراك هذا بشكل جيد، وسأكمل هذا الموضوع فى مقال آخر.
فبعد ان تعرضنا لبعض من أسباب تناقل الثقافات المختلفة وانتشارها فى مجتمعات غير مجتمعاتها الأصلية على حساب الثقافات الأساسية لدى المجتمعات نفسها، وتبنى الجيل الجديد لمثل تلك الظاهرة. علينا هنا أن نطرح بعض الأسئلة الهامة التي تساعد المجتمع على إدراك مثل هذه الظواهر.. وهذه الأسئلة تتمثل فى هل لمثل تلك الظاهر( تداخل الثقافات) أثر سيئ فى المجتمعات أم أثر نافع! ام انها تمتلك النوعين من الأثر على المجتمعات المختلفة؟
وكيف يمكن للمجتمع أن يتدارك هذا؟بعد النظر فى هذه الظاهرة التي سرعان ما انتشرت فى المجتمعات المختلفة، ظهر أنها تمتلك آثارا نافعة كما تمتلك ايضا آثارا سيئة، فعلى الرغم من كون الثقافات المختلفة أثرت فى تناقل العادات الصحية والصحيحة وربما ساعدت فى تغيير بعض الروتين لدى أغلب المجتمعات مما كان له آثاره الإيجابية على الجمهور والمجتمعات، فبعض الأفراد يشعر بالتحسن لتغيير بعض عاداتهم بالإضافة الى أن مثل هذا السلوك يكسبهم الشعور بأنهم مواكبين للعصر وخاصة عند تقليدهم لثقافات مجتمعات متقدمة، إضافة إلى أن هذا بالفعل يضفى ميزته على المجتمعات التي تمتلك بعض من العادات الغير صحيحة والغير مبررة بأسباب منطقية.
أما الذى يؤدى الى هذه النتائج البائسة هو التقصير والجهل لدى الآباء وهذا كون الآباء يقومون بتنشئة أبنائهم على النظر نحو الغرب تلك النظرة التي يملأها الفخر وتورث عدم القدرة على اللحاق بالمجتمع الغربي، مما ينمى لدى أبنائهم ظاهرة الإتباع بعين عمياء دون انتقاض كل ما يمحو ثقافتهم وهويتهم بشكل عام، فنظرة التفاخر التي قد تربوا عليها تجعلهم بتسابقون على التقليد الأعمى للغرب ظانين أنهم بهذا سيلحقون بالغرب وبتقدم الغرب، فيستطيعون بذلك تحقيق الحضارة المنسوخة من الغرب، وهذا بالطبع يورث لدى الأبناء ضعف الشخصية وضعف الهوية أيضا، فيؤدى هذا الى نتائج أسوأ فأسوأ حيث تتلاشى الهوية يوما بعد يوم، ويتلاشى الشعور بالاستقلال الشخصي والثقافي يوما بعد يوم.
لذا كان على الآباء أم يدركوا هويتهم أولا بشكل جيد كي يتمكنوا من صناعة أبناء قادرين على نشر هويتهم وثقافتهم بشكل أفضل غير مبالين بثقافة الغرب، آخذين منهم كل ما يمكن أن يفيدهم، وتاركين تلك الشوائب التي تختلط بثقافة الغرب، والتي لا تتناسب مع مجتمعاتنا العربية وعاداتنا وتقاليدها.
You must be logged in to post a comment.