تصنيف وإدارة المخاطر بالمنشآت الصحية
"دراسة لأنظمة إنذار الحرائق"
د.م/هبة الرحمن أحمد
ملخص البحث
نظرا لأهمية المنشآت الصحية في حياة البشر بكافة مستوياتهم الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية حيث تنعكس أية أزمة أو خطر انعكاسا مباشرا علي نوعية الخدمة التي تقدم للجمهور في هذا القطاع. يتناول البحث بالتحليل أنواع المخاطر الشائعة الحدوث في المنشآت الصحية وعلاقتها بتصميم المنشآت و طبيعتها، يتم تقسيم المخاطر لمخاطر فيزيائية و مخاطر هندسية وغيرها. تنقسم بدورها لعدة مخاطر شائعة إلي جانب المخاطر الناتجة عن الأخطاء البشرية غير المتعمدة. ويتناول البحث تصور مثالي للتعامل مع الأزمات و المخاطر في المستشفيات والمنشآت الصحية من خلال تقسيمها لثلاثة مراحل الحصر والتقويم والتعامل، والتي يمكن من خلالها التخطيط و الإعداد وهيكلية الجاهزية للأزمات. ثم يعرض البحث لعوامل السلامة والأمان في المنشآت الصحية من خلال أزمة الحرائق باعتبارها واحدة من أهم وأخطر الأزمات في المنطقة العربية وأكثرها شيوعا نظرا لطبيعة المناخ وعادات السكان، وذلك من خلال تعرض البحث لأنظمة الإنذار ضد الحرائق وتصنيفها وكيفية استخدامها مع عقد مقارنة بين أنظمة الإنذار التلقائي واليدوي. ينتهي البحث بوضع عدد من التوصيات لإدارة المخاطر لمنع حدوث الأزمات في المنشآت الصحية بنسبة كبيرة وسرعة التعامل مع الأزمات في حالة الحدوث الاضطراري لها بالسيناريوهات العلمية الملائمة لتقليل الآثار السيئة ولا سيما الخسائر البشرية والاقتصادية الناتجة عنها إلي أدني مستوي ممكن.
مقدمة
1-1مشكلة الدراسة:
إن الازدياد المطرد في إقبال الناس على استخدام المنشآت الصحية الحديثة والاعتماد عليها في تنظيم كثير من أنشطتهم ليعطي دلالة كبيرة على مستوى الوعي لديهم، والمخاطر والأزمات التي تتعرض لها المنشآت الصحية تحتاج لوسيلة علمية حديثة للتعامل معها. ونظرا لافتقار الكثير من المنشآت الصحية العربية للبرامج التي تعني بالحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، تبين لنا مدى الحاجة الماسة للاستفادة من تقنية إدارة المخاطر في تطوير أعمال هذا القطاع. ولتحقيق ذلك تم إعداد هذه الدراسة التي تبحث عن أهم مجالات المخاطر في المنشآت الصحية وتصنيفها والأسلوب العلمي للتعامل معها.
1-2 أهداف الدراسة:
تسعي هذه الدراسة لتحقيق الأهداف التالية:
1- تصنيف وحصر مخاطر المنشآت الصحية.
2- توضيح الخطوات والمراحل الواجب إتباعها للتعامل مع المخاطر و الأزمات وهيكلتها بالمنهجية العلمية.
3- وصف لطرق التعامل مع مخاطر الحرائق ووسائل الإنذار المستخدمة باعتبارها أحد الأزمات شائعة الحدوث في المنطقة العربية والتي تؤثر سلبا علي المنشآت الصحية.
1-3 منهجية الدراسة:
تقوم الدراسة علي طرح مجموعة من التساؤلات ومحاولة الإجابة عليها
ما أهم المخاطر التي تحدث في المنشآت الصحية؟
1- ما هي الخطوات التي يجب إتباعها للتعامل مع المخاطر؟
2- ما أهم المخاطر التي تحدث في المنشآت الصحية؟
3- ما هي أهم وسائل الإنذار والتنبؤ بالمخاطر في الحرائق بوصفها واحدة من المخاطر الشائعة؟
4- كيف تؤثر طبيعة المنشآت و تصميمه علي نظام الإنذار التلقائي؟
1-4 الخلاصة والاستنتاجات
وقد خلصت الدراسة إلي جمع و حصر المعلومات من المراجع العلمية والدراسات الميدانية و المعاينات علي الطبيعة من واقع الخبرة العملية للباحث بشكل يتيح لنا الإجابة بتركيز وإيجاز علي الأسئلة السابقة بهدف وضع إستراتيجية عامة للتعامل مع أزمات المنشآت الصحية.
2.المخاطر والأزمات والكوارث
ورد تعريف كلمة مخاطرة في قاموس أكسفورد الحديث بأنها إمكانية حدوث شيء خطير أو غير مرغوب فيه، وهى في نفس الوقت تعنى الشيء الذي يمكن أن يسبب الخطر نفسه، وقد ورد تعريف إدارة المخاطر بأنها تنظيم الحياة مع توقع أحداث مستقبليه تؤدى إلى تأثيرات غير ملائمة(7)، (8)، (9). وتعرف الأزمة أنها نتيجة نهائية لتراكم مجموعة من التأثيرات آو حدوث خلل مفاجىء قد يؤثر على المقومات الرئيسية للنظام، وتشكل الأزمة تهديدﴽ كبيرﴽ وصريحا وواضحا لبقاء المنظمة آو المؤسسة آو الشركة آو حتى النظام نفسه، بينما تعبر الكارثة عن حالة مدمرة حدثت فعلاً ، ونجم عنها ضرر في العناصر المادية والبشرية أوكليهما. وهي أكثر التصاقاً بالأزمة، وقد تنجم عن أزمة ولكنها ليست أزمة بحد ذاتها(3)، (14). وهناك خلط كبير بين الكارثة والأزمة نظرﴽ للارتباط الشديد بين المفهومين فالمشكلة التي تبقى دون حسم لفترة طويلة تتحول إلي كارثة والكوارث هي غالبا الأسباب الرئيسية المسببة للأزمات(11)، (19)، (16).
3.المخاطر الشائعة وطرق دراستها و تحليلها
المنشآت الصحية عرضة إلى الكثير من المخاطر الظاهرة أو الكامنة التي تتفاعل مع بعضها بشكل معقد وتؤدى في نهاية الأمر إلى نواتج سيئة في التكلفة وزمن التنفيذ. بالرغم من كون المخاطر سمة ملتصقة بالمشاريع الكبرى والمنشآت الضخمة إلا أنها ليست مقصورة عليها حيث يمكن أن تتواجد في المشاريع الأقل حجماً التي لم يعن بدراستها بشكل واف لاكتشاف مصادر المخاطرة ودراسة آثارها. لذلك فإن تحليل المخاطر أداة تمكن من إجراء دراسات واقعية لتقدير كلفة المشروع وخاصة حين استعمال الكمبيوتر، ولفائدتها الواضحة عنى بها الكثير من الكتاب والباحثين والمهندسين وغيرهم من المهتمين بهذا الأمر خلال العقود الثلاث الماضية لغرض تطويرها أو اكتشاف تقنيات جديدة في تحديد المخاطر والمشكلات المتوقعة وتحديد النشاطات التي تتصف بمقدار عال من المخاطرة مع استخدام الطرق الفنية لتقويمها وإداراتها ضمن متطلبات التأهيل الرئيسية لاختيار الإدارة المهنية للمشاريع(14)، (20).والشكل التالي يوضح العناصر الأساسية في دراسة المخاطر والتي تشمل وصف المخاطر ودراسة التعرض وتعريف المخاطر وتقييم الاستجابة
|
4.تعريف وتصنيف المخاطر بالمنشآت الصحية
يمكن تصنيف المخاطر بالمنشآت الصحية إلى مخاطر فيزيائية، مخاطرهندسية، مخاطر كيميائية، مخاطر صحية، مخاطر حريق، مخاطر شخصية:-
4-1 أولا المخاطر الفيزيائية
والتي قد تنجم عن عدم ملائمة البيئة أو المختبرات أو ورش المجالات أو المباني الإدارية لعوامل الإضاءة، التهوية، الضوضاء، الحرارة وذلك نتيجة لعدم تطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية عند إنشاء وتجهيز المنشآت الصحية(22)،(21)،(9).
ويمكن إيجاز الشروط الواجب توافرها في المنشآت لتجنب حدوث الأزمات كما يلي:-
I. الموقع والظروف البيئية المحيطة
يجب قبل الشروع في بناء المنشأة الصحية تحديد الموقع المناسب والذي يحقق السلامة لمستخدمي المستشفى، ويجب توافر اشتراطات السلامة التالية في هذا الموقع:-
1- أن يكون موقع المستشفى في مكان مناسب بالنسبة للمنطقة ( المجتمع ) المراد تقديم الخدمة الصحية لأبنائها من حيث سهولة المواصلات وتأمين سلامة المرضى في الوصول.
2-أن يكون موقع المستشفى بعيدا بدرجة مناسبة عن مصادر الضوضاء والروائح الكريهة ودخان وأبخرة المصانع وأي مصادر ملوثة للبيئة الطبيعية، ويراعى في ذلك اتجاه الرياح حتى لا تحمل الغازات والروائح وغيرها إليها وبالجملة يجب إن يكون موقع المستشفى بعيدا عن كل ما يؤثر على الخدمة الصحية.
3- أن يكون موقع المستشفى بعيدا عن الأماكن المزدحمة والشاحنات والسكك الحديدية، وبعيداً عن أماكن تخزين المواد الخطرة ومحطات البترول ومناطق التخلص من النفايات والقمامة، كما يتعين أن يكون الموقع بعيداً عن محطات ومحولات الضغط العالي الكهربائي.
4- أن يكون موقع المستشفى بعيدا بدرجة كافية عن المناطق التجارية وعنابر ذبح وسلخ الماشية ومعامل دبغ جلودها.
5- أن يتوافر في الموقع الهدوء والنظافة والجاذبية.
6- أن يكون الموقع على أرض غير ملوثة بالنفايات.
II.التهوية
يجب توفير التهوية المناسبة في جميع مكونات المبنى الطبي طبقاً لاشتراطات السلامة المعمول بها والتي قد يكون مصدرها (تهوية طبيعية) وهي أفضل وسائل التهوية وتكون بواسطة النوافذ وتعتمد على التيارات الهوائية، ويمكن الاستعانة بوسائل التهوية الصناعية لضمان توفير التهوية الملائمة، ولتحقيق هذا الهدف يجب توافر الشروط الصحية الآتية في المباني:
1- ألا تقل مساحة النوافذ بالمبنى عن سدس المساحة الكلية للأرضيات، وان يكون توزيع النوافذ بحيث تسير التهوية في اتجاه واحد ودون تيارات متقابلة، وان يتوافر لكل مريض حجم فضائي يتراوح بين 8-10 أمتار مكعبة، ويمكن الاستعانة بوسائل التهوية الصناعية باستخدام المراوح والمكيفات للوصول بمعدل التهوية إلى المعدلات المطلوبة في مثل هذه المواقع
2- التأكد من توفير وسائل التهوية المناسبة داخل الممرات والمكاتب الإدارية وبخاصة المختبرات الكيماوية وغرف المرضي وخاصة في المطابخ التي يحتمل تصاعد أبخــرة وغازات وأدخنة أو أتربة بها والإبلاغ الفوري في حالة تعطلها أو حدوث خلل بها.
3- التأكد من كفاءة تشغيل أجهزة التكييف وقيام متعهدي الصيانة بإجراء أعمال الصيانة الدورية وتنظيف المرشحات بصفة دورية.
III .الإضاءة
يجب توفير شدة الإضاءة الجيدة داخل غرف المرضى طبقاً لجداول حدود الأمان المعمول بها، ولكي تساعد المرضى في الرؤية المريحة، وتقيهم من إجهاد العين، والإضاءة بالمستشفى مصدرها طبيعي أو صناعي علي النحو التالي:-
1- مصدر طبيعي بواسطة النوافذ ويجب أن تشغل النوافذ سدس مساحة أرضية المبنى الصحي لتوفير الإضاءة الطبيعية الكافية المناسبة من ناحية القوة والنوعية. و يراعى أن يكون توزيع المنافذ والمناور وفتحات الإضاءة الطبيعية بشكل يسمح بتوزيع الضوء توزيعاً متجانساً ومنتظماً داخل الغرف ومرافق المستشفى، وأن يكون زجاجها نظيفاً من الداخل والخارج بصفة دائمة وألا يكون محجوباً بأيةعائق.
2- مراعاة أن تضمن مصـادر الضوء الطبيعية أو الصناعية إضاءة متجانسة وأن تتخذ الوسائل المناسبة لتجنب الوهج المنتشر والضوء المنعكس.
3- يجب أن يتم استخدام الإضـاءة الصناعية في حالة عدم كفاية الإضـاءة الطبيعية باستخدام المصـابيح الكهـربائية ( لمبات الفورسنت ) ويجب أن تكون الإضاءة الصادرة عن المصابيح الكهربائية غير مباشرة ولا تسبب زغللة للعينين، ويراعى في وضع نوم المريض إن يسقط معظم الضوء على يساره.
4- التأكد من توفير الإضاءة الكافية داخل غرف المستشفى والمكاتب الإدارية والمختبرات ومراعاة استبدال المصابيح التالفة وإزالة الغبار والأتربة عن كافة المصابيح لضمان توفير إضاءة جيدة طبقاً لمعدلات السلامة الخاصة بها.
4-2 ثانيا المخاطر الهندسية
ا-مخاطر التوصيلات والتجهيزات الكهربائية.
تتضمن المخاطر الناجمة عن التوصيلات الكهربائية وتشغيل الماكينات والآلات وأدوات العمل بغرف العمليات والعناية المركزة و الأشعة ومختبرات الحاسوب وغرف الكهرباء ولوحات الكهرباء الفرعية وأعمدة الإنارة(18)، (22).
ب-المخاطر الإنشائية
وهي المخاطر التي قد يتعرض لها مستخدمي المنشآت الصحية نتيجة عدم تطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية أثناء عمليات تصميم و تشييد المستشفى مثل عدم توافر( المخارج – الممرات - سلالم الهروب - تجهيزات السلامة)
ج-المخاطر الميكانيكية.
نتيجة تعرض المرضى و العاملين لمخاطر الآلات والمعدات بالمستشفي والمختبرات العملية نتيجة غياب إجراءات السلامة والصحة المهنية.
4-3 ثالثا المخاطر الكيميائية.
ويندرج تحتها مخاطر المواد الكيميائية مثل السوائل والغازات والأدخنة والأبخرة والأتربة التي يواجها المرضى والعاملين في المختبرات العلمية أثناء إجراء التجارب العملية وفي أثناء نقل وتداول وتخزين هذه المواد.
4-4 رابعا المخاطر الصحية.
وهى ما قد يصيب المرضى بالمستشفيات من أمراض نتيجة وجود جراثيم أو ميكروبات تفرزها البيئة المحيطة بهم بسبب عدم توافر المرافق الصحية المناسبة كماً وكيفاً والتي تشمل مبردات المياه، خزانات المياه، دورات المياه، المقصف، أو نتيجة لتراكم النفايات بالبيئة الطبية.
4-5 خامسا مخاطر الحريق.
قد تهدد الحرائق حياة المرضى ومستخدمي المنشآت الطبية للخطر وضياع وتلف الممتلكات نتيجة غياب اشتراطات السلامة عند تشييد المنشآت الصحية أو عدم تجهيزها بأجهزة إنذار ومكافحة الحرائق وتدريب فرق داخل المستشفيات على كيفية التصرف في حالات الحريق.
4-6 سادسا المخاطر الشخصية ( السلبية )
وهى ما يصيب المرضى ومستخدمي المنشآت الطبية من أضرار نتيجة عدم الاكتراث بتطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية أو عدم الوعي بها نتيجة غياب برامج التوعية
5. الخطوات الأساسية لمتابعة المخاطر والتعامل معها
كما يوضح التخطيط الهيكلي شكل (2) كيف تمر عملية التعامل مع المخاطر أو الأزمات بثلاث مراحل رئيسية تبدأ بعملية الحصر للعناصر المادية و البشرية للأزمة. ثم تبدأ مرحلة التقويم مع الأخذ في الاعتبار العوامل التقنية والاقتصادية المتعلقة بالأزمة بأسلوب علمي و كل هذه الخطوات تسبق عملية التعامل مع الأزمة وإدارتها.
6.التخطيط والإعداد وهيكلية الجاهزيه للأزمات
يغطي مشروع إدارة الأزمات مختلف المناطق ويركز المشروع على مستويين الأول هو تنظيم العلاقة بين المؤسسات المختلفة أثناء الأزمة وآليات التنسيق الفعال ما بين المؤسسات والثاني ما يجري داخل المؤسسة من حيث استعدادها لمواجهة الأزمة. الدورات التدريبية الخاصة بموضوع إدارة الأزمات بهدف خلق كادر مطلع في هذا المجال يعمل علي تنفيذ دورات تدريب مدربين لمجموعة من الذين شاركوا في دورات إدارة الأزمات، وهي بذلك تسعى إلى تمكين هؤلاء الموظفين من تنفيذ التدريب بدورهم داخل مؤسساتهم ودعم الكادر وتطوير مهارته في مواجهة الأزمات. وفيما يأتي نعرض لطرق التعامل مع الحرائق وتجنب مخاطرها بوصفها واحدة من أهم الأزمات
(1) الحصر (2)التقويم
(3) التعامل
|
7.أزمات الحرائق تحتل أزمات الحرائق مكان الصدارة في البلاد العربية مقارنة بالبلاد الباردة (12)، (21) نظرا لطبيعة الظروف المناخية والعوامل المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة وطبيعة الأنشطة البشرية المصاحبة وتقسم أنظمة ومعدات إنذار الحريق إلى نوعين رئيسيين:-
أولاً:أنظمة الإنذار التلقائي من الحريق، ثانياً:أنظمة الإنذار اليدوي من الحريق
7-1 أولا: نظام الإنذار الاتوماتيكي التلقائي
تستخدم أنظمة الإنذار الاتوماتيكية في الأماكن والقاعات التي تتزايد احتمالات حدوث الحرائق بها وما قد تنجم عنه من خسائر كبيرة في فترة زمنية قصيرة، وتعمل هذه الأنظمة بالتأثر بظواهر الحريق فمنها ما يتأثر باللهب أو الحرارة. وتتميز أجهزة الإنذار الاتوماتيكية عن الأجهزة اليدوية بكونها لا تعتمد على الإنسان في تشغيلها وكذلك اختصار الفترة الزمنية الواقعة بين لحظة وقوع الحريق ولحظة اكتشافه، مما يفسح المجال أمام سرعة التدخل وفعالية عمليات المكافحة والسيطرة على الحريق وبالتالي تقليل حجم الخسائر الناجمة عنه.والأجزاء التي يتكون منها نظام الإنذار التلقائي هي:المجسات، اللوحة التوضيحية، جرس الإنذار، وسيلة استدعاء رجال الإطفاء، مكونات الشبكة، وسائل اختبار وصيانة النظام.
1- المجسات Detectors وهي على نوعين:-
أولها- رأس حساسة تتأثر بارتفاع درجة الحرارة Heat Detectors، ويجب أن تكون حساسة بالدرجة التي تستجيب وتتأثر بسرعة بارتفاع درجة الحرارة، ولكن يجب إلا تكون شديدة الحساسية بحيث تتأثر بمجرد التغير الطبيعي في درجة حرارة الطقس الذي يتغير بتغير الفصول والتي تؤدي إلى إنذارات كاذبة False Alarms، كما يجب عند تركيب أجهزة الإنذار مراعاة طبيعة المكان، فقد يحدث ارتفاع غير عادي في درجة الحرارة نتيجة وجود مصادر للتدفئة أو استعمال الحرارة في أغراض التصنيع أو لأن المكان معرض بطبيعته لحرارة الشمس.
وثانيهما- الرأس المكشفة للدخان Smoke Detectors وهي نوعان، الأول منها يتأثر عند تصاعد الدخان أو الأبخرة أو الغازات الناتجة من الحريق ومرورها بداخل غرفة تأين، والنوع الثاني يتأثر بمجرد اعتراض الدخان أو الأبخرة أو الغازات الناتجة من الحريق لأشعة مسلطة من خلية كهر بائية. وتعتبر مكشفات الدخان أكثر حساسية من المكشفات الحرارية، إلا أن هناك بعض الاعتبارات في اختيار الأنسب من أجهزة الإنذار التلقائية، فقد لا يتناسب في بعض الأماكن تركيب مكشفات دخان ويفضل عليها المكشفات الحرارية أو العكس.
2- لوحة توضيحية Visual Indicating Panels
عادة يتم تركيبها في مكان مناسب توافق عليه سلطة الإطفاء المختصة، وكل رأس مكشفة حرارية أو للدخان لها دائرة مستقلة متصلة بمبين خاص على جزء من اللوحة، بحيث يسهل الاستدلال على مكان الحريق. وهذه اللوحة مزودة بوسيلة لتجربة التوصيلات الخاصة بالنظام للتأكد من سلامتها وصلاحيتها، وبعض هذه اللوحات مزودة بوسيلة لتوضيح الإنذار الكاذب الناتج عن خلل بتوصيلات النظام.
3-جرس الانذار Audible Warning Devices
وهذه الوسائل تعطى أصوات مسموعة يمكن تمييزها مثل الجرس والصفارة والبوق والسرينة، ويجب أن يكون صوت الإنذار واضحاً ومسموعاً داخل المبنى أو في الجزء المعين من المبنى المطلوب إطلاق صوت الإنذار به طبقاً لمقتضيات الحال، فقد يتطلب الأمر أن يكون الإنذار شاملاً داخل أنحاء المبنى. وقد يكون الإنذار المسموع الشامل غير مناسب في بعض الأماكن التي لها صفة خاصة مثل المستشفيات والمحلات التجارية الكبرى حيث يؤدي إطلاق الإنذار بداخلها إلى وقوع فزع بين الأشخاص المترددين بالمكان، ولذا يتطلب الأمر في مثل هذه الأماكن أن يكون صوت الإنذار مسموعاً فقط في غرفة المراقبة أو الحراسة ليسمعه المشرفون والمختصين فقط، وتركب في مثل هذه الأحوال وسائل إنذار ضوئية تعطى إشارات معينة حتى يعلم جميع المشتغلين بالمكان بوقوع الحريق ليقوم كل منهم باتخاذ الإجراءات المعلومة له والخاصة بأعمال المكافحة أو إخلاء المبنى بطريقة منظمة.
4- وسيلة لاستدعاء رجال الإطفاء المختصين
لا يؤدي نظام الإنذار التلقائي الغرض المخصص من أجله إلا إذا تم إخطار رجال الإطفاء بالسرعة المطلوبة حتى يمكنهم مكافحة الحريق ومحاصرته، ويتم ذلك بتركيب خط مباشر بين اللوحة التوضيحية وغرفة المراقبة بإدارة الدفاع المدني والحريق حيث يتم الإخطار تلقائياً بمجرد اشتغال نظام الإنذار.
5- مكونات الشبكة
ينبغي أن تكون جميع الأسلاك الخاصة بتركيبات نظام الإنذار مطابقة للمواصفات ومعتمدة من الجهة الفنية الرسمية، كما أنه من الضروري أن يعتمد تشغيل نظام الإنذار علي موردين كهربائيين أحدهم التيار الرئيسي الخاص بالمبنى والأخر ثانوي ( بطاريات ) يستعمل في حالة انقطاع التيار الرئيسي وذلك لضمان قيام نظام الإنذار بوظيفته في كافة الظروف.
6-وسائل اختبار وصيانة نظام الإنذار
* يجب التأكد بصفة مستمرة من سلامة وصلاحية نظام الإنذار وكفاية الموارد الكهربائية المغذية له، وذلك بتجربة النظام في مواعيد منتظمة مع إعلام جميع الأشخاص الموجودين داخل المبنى بمواعيد هذه التجارب على أن تعود الأجهزة إلى حالتها بعد التجارب
· فحص جميع التركيبات الخاصة بالنظام بمعرفة الفنيين المتخصصين في هذه الأعمال، ويجب اختبار صلاحية البطاريات الخاصة بتغذية نظام الإنذار بالتيار الثانوي وقت انقطاع التيار الأصلي ويجرى الفحص في فترات منتظمة بصفة مستمرة، ويجب أن يتم تدوين نتائج الفحص في سجل خاص بذلك.
يجب مراعاة ما يأتي بالنسبة للرأس المكشفة:
· - عدم تغطية الرأس المكشفة المركبة أسفل الأسقف بأي طلاء حتى لا تفقد حساسيتها.
- يركب وقاء أو حائل حول الرأس المكشفة لحمايتها من الصدمات المحتمل وقوعها نتيجة صدمات المنقولات بشرط أن لا يؤثر هذا الغطاء على حساسية الرأس.
الأجهزة المستخدمة لمتابعة إجراءات السلامة و الأمان داخل المستشفي
أ- أجهزة التقصي الفني للحرائق المتعمدة
ب- أجهزة مراقبة بيئة المستشفيات.
ت- أجهزة قياس المواد والنفايات الخطرة
ث- أجهزة مراقبة عمليات التبخير
ج- أجهزة مراقبة أول أوكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين
ح- أجهزة الكشف فوق الصوتية
خ- نظام الوقاية من الحرائق.
7-2 ثانياً: نظام الإنذار اليدوي
عمل هذا النظام يرتكز بشكل أساسي علي قيام الشخص بالضغط على زر الإنذار، وغالباً يتم توزيع الضواغط الزجاجية في كافة مكونات المبنى ويتم تشغيل جهاز الإنذار بكسر الغطاء الزجاجي ويتم إرسال الإشارة إلى لوحة التحكم. وينبغي أن يتم تغذية أجهزة الإنذار بتيار كهربائي ثانوي خلاف التيار الكهربائي الرئيسي حتى يمكن استعمال هذه الأجهزة في حالة انقطاع التيار الأصلي.ويجب أن تكون اللوحة التوضيحية أو الخريطة الموضح عليها مواقع أجهزة الإنذار الموزعة داخل المبنى موجودة بجوار المدخل الرئيسي حتى يسهل تحديد مكان الحريق ويستحسن وجود لوحة أخرى بحجرة الهاتف الرئيسية أو غرفة الأمن والحراسة ومن الأجهزة اليدوية الأخرى للإنذار ( أجهزة الإنذار الهاتفية - مكبرات الصوت - الإشارات الضوئية.(
8. حقائق تتعلق بنظام الإنذار التلقائي و علاقته بطبيعة المنشأ و تصميمه
أ. ارتفاع الأسقف
يعتبر أهم الاعتبارات التي تؤثر على حساسية نظام الإنذار، فالرأس المكشفة الخاصة بالنظام ذات حساسية تتأثر في الوقت المناسب إذا كانت الأسقف المركبة أسفل هذه الرأس المكشفة لا يتعدى ارتفاعها ثلاثين قدماً ( حوالي عشرة أمتار )، فإذا تعدى ارتفاع السقف هذا الحد فإن ذلك يسبب بعض الصعوبات إذا ما أريد استعمال النظام.
ب.أجهزة التكييف
أجهزة تجديد أو تكييف الهواء قد تؤثر على حساسية نظام الإنذار وتعطله إذ قد تعمل هذه الأجهزة على سحب الهواء المحمل بالحرارة والدخان المتصاعد من الحريق بعيداً عن الرأس المكشفة الحساسة فلا تؤثر على حساسية المكشفات. ولذلك ينصح بالمباني المركب بها أجهزة تجديد أو تبريد الهواء أن تزود المجاري الخاصة بمرور تيارات الهواء برأس مكشفة للدخان حتى يضمن الإعلان عن الحريق عندما يتعذر وصول الدخان أو الحرارة إلى الرأس الحساسة الموجودة بالأسقف
ج.الأماكن التي تحوي أشياء ذات قيمة غير سهلة الاختراق
لا تتناسب الرأس المكشفة الحرارية مع الأماكن التي تحوي أدوات وأجهزة دقيقة ذات قيمة إذ أن اى احتراق بسيط في هذه الأجهزة قد يتسبب في خسائر فادحة وينصح في مثل هذه الأماكن تركيب رأس مكشفة للدخان غير أنها أقوى حساسية كما يفضل استخدام أنظمة الإطفاء التلقائي وحساسات الفصل و الوصل.
د.الإنذارات الكاذبة
يحتمل أن يعطى النظام التلقائي إنذارات كاذبة تحت ظروف معينة ـ تختلف هذه الظروف باختلاف أنواع الرأس المكشفة، فمثلاً يمكن للرأس المكشفة للحرارة أن تحدث إنذار كاذب نتيجة لارتفاع في درجة حرارة المكان بالنسبة لوجود أجهزة حرارية للتدفئة أو لأغراض التصنيع أو لتعرض المكان لأشعة الشمس، ويمكن تفادي ذلك بالإقلال من حساسية الرأس حتى لا تتأثر بالارتفاع المنتظر لدرجة الحرارة المحتمل وقوعه بالمكان. وفي حالة الرأس المكشفة للدخان فقد يحدث الإنذار الكاذب نتيجة تصاعد الدخان أو الأبخرة أو الأتربة نتيجة للنشاط العادي داخل المبنى، ويمكن تفادي ذلك بتركيب رأس مكشفة للدخان أقل حساسية بحيث لا تتأثر بالمؤثرات الناتجة من التشغيل العادي. كما يمكن استحداث حساسات يمكنها تمييز نوعية الغازات.
9.الاستنتاجات والتوصيات
من خلال ما تم استعراضه في البحث من تصنيف للمخاطر بالمنشآت وطرق التعامل معها والخطوات الرئيسية التي يجب إتباعها للتعامل مع الأزمة من حصر وتقويم وتعامل، ثم التعرض لأخطار الحرائق و طريقة التعامل معها من خلال أنظمة الإنذار اليدوي و التلقائي، أمكننا استخلاص الاستنتاجات والتوصيات التالية:-
الخطوة الأولي و الأساسية في التعامل مع المخاطر هي تحديد المخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها الهيئة أو المنظمة، ووضع قائمة بالمخاطر التي ثم حسابها تبعا لقوة الأخطار و الأزمات المحتملة وتقدير القابلية للتعرض للأخطار.
- يمكن تقسيم الخطوات الأساسية للتعامل مع الأزمات لثلاثة عناصر أساسية و هي اكتشاف إشارات الإنذار كوسيلة أساسية للاستعداد و الوقاية واحتواء الأضرار أو الحد منها. ثم التعامل مع الأزمة وأخيرا مجابهة أثارها بشكل ايجابي وفعال.
- تعد طبيعة المنشأ و تصميمه من حيث فتحات الإضاءة و التهوية من العناصر الأساسية في فاعلية أجهزة الإنذار المبكر في حالة التعرض للمخاطر، فمعظم أجهزة الإنذار لا تعمل بكفاءة عند تعرضها للأتربة أو ضوء الشمس المباشر أو غيرها من العوامل الجوية.
- عند اختيار وسائل الأمان والإنذار المبكر يجب مراعاة ارتفاعات الأسقف و التهوية الصناعية من أجهزة التكييف و طبيعة النشاط في المكان لتجنب الإنذارات الكاذبة.
- يجب الجمع بين وسائل الأمان و الحماية اليدوية و الاوتوماتيكية ففي كثير من الأحيان يؤدي اندلاع الحرائق المفاجئة لتوقف بعض الأنظمة الاوتوماتيكية عن العمل.
- يجب إدراج وسائل الإنذار المبكر ضمن كودات التصميم مع مراعاة درجة التعرض للمخاطر ونوعيتها مع التركيز علي وسائل التعامل الفوري و الذاتي مع الخطر. واستحداث كود جديد لتحديد و تصنيف المخاطر مع وضع تفاصيل عن وسائل الوقاية و الحماية ومدي ارتباطها بطبيعة المبني و تصميمه ونوعية النشاط الممارس فيه.
- يجب وضع معايير قياسية لتطويع أجهزة الإنذار للظروف المناخيه للبلاد العربية من حيث الحرارة والإضاءة و الأتربة وغيرها حيث أن اختلاف دولة المنشأ يؤثر علي كفاءة استخدام الحساسات.
المصادر والمراجع
[1] |
القرآن الكريم |
|
[2] |
ابن ماجة "موسوعة الحديث الشريف الكتب الستة"، ط 3، مراجعة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، الرياض: دار السلام للنشر والتوزيع.2006م |
|
[3] |
حسين عبد الله حسن. أساسيات إدارة الخطر. الإمارات العربية المتحدة ( دبي ): دار العلم1998م. |
|
[4] |
عاصم محمد حسين. سرية أو علنية المعلومات في ظروف الأزمات. الإدارة العامة 2006م، مج 35. |
|
[5] |
عبد الهادي، محمد فتحي وبوعزة، عبد المجيد صالح. المعلومات ودورها في اتخاذ القرارات وإدارة الأزمات. المجلة العربية للمعلومات 1995م، مج 16، ع 2: 5 – 29. |
|
[6] |
د. محمد عبد الغني حسن هلال. مهارات إدارة الأزمات. الأزمة بين الوقاية منها والسيطرة عليها2006م. |
|
[7] |
كامل عبد الوهاب محمد. سيكولوجية إدارة الأزمات المدرسية. عمان: دار الفكر للطباعة والنشر 2003م |
|
[8] |
عز الدين الرزم. التخطيط للطوارئ وإدارة الأزمات في المؤسسات. عمان: دار الخواجا للنشر والتوزيع 1995م. |
|
[9] |
عبد الله عبد الرحمن البريدي الإبداع يخنق الأزمات: رؤية جديدة في إدارة الازمات1999م. |
|
[10] |
محمد عبد الغني مهارات إدارة الأزمات: الأزمة بين الوقاية منها والسيطرة عليها. ط2، القاهرة: مركز تطوير الأداء والتنمية1996م. |
|
[11] |
محمد رشاد. إدارة الأزمات. الإمارات العربية المتحدة، مركز الإمارات للدراسات والبحوث1997م. |
|
[12] |
مختارات بميك. إدارة الأزمات: التخطيط لما قد يحدث.ترجمة: علاء أحمد صلاح، القاهرة: مركز الخبرات المهنية للإدارة ( بميك ) 2002م. |
|
[13] |
خبراء مركز الخبرات المهنية للإدارة ( بميك ). منهج المدير الفعال: فن إدارة الأزمات والصراعات. القاهرة: مركز الخبرات المهنية للإدارة ( بميك )2006م. |
|
[14] |
علي محمد. التحفيز الفعال: نحو أداء بشري متميز. القاهرة: دار التوزيع والنشر الإسلامي 2000م. |
|
[15] |
توصيات المؤتمر الدولي للحد من المخاطر البيئية, جامعة القاهرة, سبتمبر2000 م. |
|
[16] |
نشرة البحوث العلمية المحكمة مركز دراسات واستشارات الإدارة" البيئة و التنمية" العدد التاسع نوفمبر 1999م. |
|
[17] |
توصيات المؤتمر الدولي للتنمية و البيئة في الوطن العربي, جامعة أسيوط, مارس 2002م. |
|
[18] |
عاصم محمد حسين و مأمون أحمد. إدارة الأزمات: دراسة ميدانية لمدى توافر عناصر نظام إدارة الأزمات من وجهة نظر العاملين في الوظائف الإشرافية في أمانة عمان الكبرى. الإدارة العامة 2000م، مج 39، ع 4: 733 – 809. |
|
[19] |
عبد السلام أبو قحف. إدارة الأزمات. القاهرة: مطبعة الإشعاع للطباعة و النشر و التوزيع, 1999م. |
|
[20] |
صحيفة الوطن. العدد (2019). 11 أبريل 2006. http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-04-10/first_page/first_page12.htm |
|
[21] |
عاصم حسين. "إدارة الأزمات بين (الوقائية و العلاجية): دراسة مسحية في المصارف الأردنية". الإدارة العامة مجلد 39 العدد الأول ابريل 1999م. |
|
[22] |
محمد رشاد. إدارة الأزمات. أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات و البحوث الإستراتيجية, 1997م. |
Abstract
Because of the importance of health building for people in different cultures which is considered as one of the most important sectors in human beings.
The service quality in these fields is greatly affected by risks and crisis. In the current work, the different types of risks have been explained in terms of building physics and design. The risks are divided into physical risks, engineering risks, chemical risks and human risks. The main steps to deal with any risk or crisis are divided into three categories detection, evaluation and treatment. Fire is considered as one of the most important crises in the Arab region due to hot climate and behavior of people. Fire alarm systems are studied in terms of their types and uses. A comparison between automatic systems and manual systems are also done. At the end of search, the recommendations are mentioned to deal with risk and crisis with scientific scenario.
You must be logged in to post a comment.