غدا سيكون أفضل،هكذا حاول ت إقناع نفسي منذ اثنين وعشرون سنة مضت، وما زلت أحاول ذلك بشدة،إلا أنني لم أكن لأتصور يوما أن التخلي أصعب من الإستمرار. أن تتخلى عن الأشياء والأشخاص الذين لطالما حاربت من أجلهم،لكن كل ذلك ذهب سدى.أنت وحدك سائر نحو العدم، لماذا تحاول وتحاول بينما بإمكانك ترك كل شيء والبدء من الصفر كم ا كنت تفعل في طفولتك أتذكر ذلك،عندما كنت بريئا لدرجة أنك تبكي عندما يصرخ أحد في وجهك،أو عندما كانت أمك تعاقبك أو والدك رغم أنك لم تفعل ما يتطلب
عقابك،تشعر وكأن العالم كل ه في طري ق وأنت في طري ق آخر، لكنك تعلم بأن الطر ق كلها تؤدي إلى النهاية الحتمية نفسها .الموت.
بعد هنيهة تعود وكأنك ولدت من جديد تضحك وتقفز وتشاغب كعادتك وكأنك لم تتعرض لكل تل ك الخيبات من قبل أناس أنت مأتمن لهم على حياتك.
هل عدت بالزم ن معي إلى تلك الفترة؟ حيث كنت أقوى من الداخل رغم هشاشة عظام ك.
ها!مجرد هراء،
فأنت الآن أقوى من ذاك المعتوه الصغير الضعيف في داخلك،لكن الآن صار الجميع يكرهك لقوتك، يريدونك حسب نسختهم ولتمردك يمحونك من حياتهم في مهلة وجيزة كسرعة الضوء،
منتسيين أن الحب م ا يبقينا هنا، وهو سبب كاف للمقاومة من أجل البقاء.لكنهم لا يفهمون،أو بالأحرى منشغلون كفاية بهمومهم التافه ة كالأنا الخاصة بك،لا بأس في النهاية أنت من سيخطو إلى الأمام وحيدا.
لا بأس في التخلي عن البعض أو الك ل منهم،يمكنك ذلك ،أظن أن الأصعب هو التخلي عن ذاتك، صدقني،في النهاية ستفعل،هذا ما يتطلب لكي تكون أقوى الكائنات على الأرض الذي هو بدوره كوكب من الكواكب التي بدورها موجودة على مجرة م ن المجرات بدورهم ربما داخل كون من الأكوا ن الأخر ى وعوالم أخرى لم تكتشف بعد...
هل رأيت كم أنت غير مرئي كذرة غبار بالنسبة لكوكبنا.أما زلت تعتبر نفسك مهما لتلك الدرجة ؟
يمكنك ذلك لكن كن مهما فق ط لنفسك وإن تطلب الأمر أن تخسرها فليكن ذلك،لا شيء مستحيل.
تقول لي الطيران والعصافير وغيرها مستحيل؟ أقول لك لقد وصلنا إلى الفضاء صديقي،نحن فق ط لم نكتشف طريقة للطيران كما تم اكتشاف الكثير من الأشياء كالضوء.. .
طب ق ذلك على أحلامك ستنجح لا محالة ليس اليوم
وليس الغد، بل بدءا من اليوم واستمرارا في الغد وما بعده...
من كتابي #نهاد
#ها_أنذا _أتكل م
انطفئ الوميض الأخير فينا،وأصبحنا أجساد مهترئة تجر خيباتها نحو الممات . لم نعد مهتمين بجمالية الحياة ونحن وس ط الحطام والغراب تحوم حولنا، كيف لنا أن نستشعر جمال الحياة ورائحة الموت أصبحت مؤلوفة،كيف نمضي ونحن عالقون في جحر الثعابين ونبدو لها كالفئران. الجحر ه و الأرض أما الثعابين فهي قوى الشر التي يواجهها كل من ا على حدا،ولكل واحد منا قوة أعلى منه يحاربها.
ربما ننتصر، لكن النصر مؤقت، ويا لسداجة من يظن بأنه الأقوى وهو مجرد غبار بنظر الكون كله،الموت عقاب كاف للكل، من الجيد أنه باستطاعتنا نسيان أمر الموت أ و تجاوز التفكير فيه،فنحن لدينا ما يكفي من المشاكل والموت أقصاها،السؤال هنا ماذا بعد،يبدو أن الموت ممتع للحد الذي يجعل الموتى لا رجعيين،لا!
أظن أن الأمر ليس بيدهم فمهما كانت الحياة قاسية وطويلة بنظر البعض فالصرا ع من أجل البقاء أهم.ومن ينتحر فهو شجاع كفاية لينهي حياته، وفي نفس الوقت جبان لأنه لم يستمر في القتال.
كل ما في الأمر أننا ندور في حلقات لا متناهية من التفاهات متناسين أن ما يبقينا على قيد الحياة غير الأوكسجين والماء،الحب.. هو ما يبقي فينا الأمل على إيجاد شيء أو شخص نتمسك به لنخطو معا نحو المجهول أي الغد،لكن كم كرهناه ونحن بعيدون كل البعد عن الحياة لنتوصل إلى الحب بدل الكراهية التي تملأنا حقدا على ما نعيشه، ونحن كضحايا أتينا إلى هذا العالم دون إرادتنا وسنغادره أيضا كما جئنا.
لربما هنالك شيء قادم سيبدل هذا الركود،ربما كل هاته السنين كانت فق ط هدوء قبل العاصفة،هل رأيت كم هو جميل الأمل،لكن علوه يزيدنا أذى إذا سقطنا دون ما نأمل قدومه،لذلك اللامبالاة نعمة ،رغم قساوتها أفضل من انتظار شيء لن يأتي،الأفضل أن نبذل جهدنا في
تغيير محيطنا بدل ذمه ،ما دمنا نتنفس فلم يفت الأوان بعد.
#نهاد
مقتطف من كتابي #ها_أنذا _أتكلم
كلام رائع ... استمري وبالتوفيق باذن الله
You must be logged in to post a comment.