إن الناظر في وقتنا الحالي، الوقت الذي يتفشى فيه فايروس كورونا بطريقة مرعبة تحصد فيها الصغير قبل الكبير يجعلنا نقف أمام هذا الواقعالمفروض الذي لم يفرضه الفايروس علينا وإنما الجهل في التعامل معه مع معرفتنا بطرق الوقاية منه، يجعلنا نعيد النظر في تصنيفاتنا للأشخاصوفي نسبنا العلم لدعاةٍ لا يمت لهم بشيء.
إننا لا نستغرب الممارسات غير الواعية التي يقوم بها السفهاء الذين لا يتجاوز وعيهم حدود ما تتناقله الفئة الدرامية التي تؤلف سيناريوهاتها منوحي افتراضات خيالية، وإنما نستغرب تلك الممارسات الصادرة عن دعاة العلم والثقافة، الذين ينسبون إلى العلماء والذين يعدون القدوة التي يحتذى بها المجتمع. تتعامل هذه الفئة مع الفايروس على أنه غير موجود وأنه يمثل مؤمرة عالمية، بل ومما يزيد الطين بلة أنهم يستهزئون بالفئة التي تتعامل معالفايروس على أنه حقيقة قاتلة ينبغي الوقاية منها، وهذا هو الجهل بأم عينه، الجهل المطبق الصادر عن من يدعي أنه عالم. إن هذه الفئة التي تمثلشريحة كبيرة من المجتمع هي الفئة الأخطر على المجتمع، وهي الفئة التي تمثل فايروسًا خطيرًا لا يقل خطورةً عن كورنا، فهم الناقلون للفايروس والمروجون للبقية على نقله.
إن ظاهرة جهل العالمين والتي أقصد بها عدم تماثلهم لما يعرفونه ظاهرة منتشرة تكشف الغطاء عن حقيقة علم كل شخص فهو إما أنّه لم يجاوزحناجرهم أو أنه كان لأجل التنظير والفوارق الطبقية بين الناس أو أنهم أعطوه بعضهم فلم يعطهم شيئًا؟!
إن مجرد العلم لا يعني شيئا طالما أنه متوقف على العلم عمل، وليس أي عمل، عمل يؤدي تركه إلى دمار المجتمعات بل دمار الكون.
وبعد أن تقع الفأس في رأسهم فيصابوا بما استهزؤا به عندها فقط يدركون أنه كان يجب توظيف ذاك العلم في موقعه، لكن إدراكهم هذا يأتي فيوقت متأخر ، متأخر لدرجة تمنع الناس من الشفقة على حالهم التي آلوا إليها.
هذه الظاهرة لا تتعلق في تعاملات الناس مع فايروس كورونا فقط، فالفايروس قضية من القضايا التي يتعاطى بها هؤلاء بهذه الظاهرة والمسألة تمثل منهجًا في التعاطي مع العديد من القضايا؛ لهذا علينا أن نقي أنفسنا بالعلم الملازم للعمل فما قيمة العلم إن خلا من العمل؟!
You must be logged in to post a comment.