حققي ذاتك ، اصنعي مستقبلك ، طوري من نفسك ، اخرجي ، لا تتقوقعي على نفسك ، انتِ تستطيعين ، لا تجعلي الرجل يقف في وجه طموحاتك واهدافك ، كوني مستقلة !
كل هذه الشعارات تروّج للانثى على انها عليها ان تسعى جاهدةً لتكون افضل مما هي عليه ، بعض هذه الشعارات يكون في مكانه الصحيح لكن للأسف اغلب هذه الشعارات تظهر كنوع من تقليل المجهود الذي تبذله المرأة في بيتها ومع اسرتها ، فيصبح تركيز بعض الحملات الاعلانية والبرامج المعروضة على مواقع التواصل يركز على أهمية خروج المرأة لسوق العمل وتحمّل تبعاته من ضغوط نفسية وجسدية تحت مسمى تحقيق الذات !
دعونا نتفق أولاً أننا لسنا ضد عمل المرأة فهناك الكثير من المجالات التي يتوجب على المرأة التواجد فيها للقيام بها كالتعليم والطب والتمريض وغيرها من المجالات .
لكن المشكلة تكمن في انقياد بعض النساء خلف تلك الشعارات والحملات وتأثرهن الشديد بها ، وشعورهن بعدم الانجاز وعدم القدرة على تحقيق الاهداف ، وأن ما تقوم به في بيتها من تحمل مسؤولية ورعاية للاسرة ليس بإنجاز وليس بعمل يُذكر ، هنا نجد أن المرأة تحاول أن تثبت للمجتمع أنها قادرة على تحقيق ذاتها وأنها تستطيع تحمل اعباء العمل بغض النظر عن ساعات و مكان العمل .
فهناك الكثير من الوظائف التي لا تتناسب مع قدرة المرأة الجسدية والنفسية كالعمل في ورشات الصيانة ، وكراجات السيارات ، ومحطات الوقود وبعض المصانع التي يتطلب العمل فيها مجهود جسدي كبير.
لو تطرقنا لرأي الشرع الاسلامي بالموضوع لوجدنا ان الاسلام لا يلزم المرأة بالنفقة سواء كانت متزوجة ام لا
فنفقة المتزوجة تقع على زوجها ونفقة غير المتزوجة فواجبة على والدها او اخيها إن لم يكن والدها موجوداً أو غير قادر ولنراجع الفتوى في الرابط التالي
http://www.darululoom-deoband.com/
لذلك نرى أن ديننا الحنيف لا يلزم المرأة أن تنفق على نفسها و بيتها حتى لو كانت غنية وتمتلك المال ، بل ويعتبر نفقتها على بيتها صدقة ، اذاً ان كان أمر النفقة شرعاً على الرجل فلما تلزم المرأة نفسها بالنفقة ؟
من أحد الأجوبة على هذا السؤال أنه ربما يكون وضع الاسرة المادي متدني ويتطلب وجود دخل اضافي فتضطر المرأة للعمل
هنا أتوجه اليكِ سيدتي بالشكر والتقدير على حرصك على اسرتك والمساهمة في تقويم الوضع المادي ، لكن أود أن أوجّهك لنقطة مهمة جداً وهي ان تختاري العمل الذي يتناسب مع اوامر الشرع الاسلامي ومع مسؤلياتك في البيت ومع وقت عائلتك ، وما يتناسب مع قدرتك الجسدية والنفسية وأن لا تجعلي العمل خارج المنزل من أولى اهتمامتك فتذكري عزيزتي أن الاسرة أكثر مؤسسة تحتاج لوجودك وتحتاج لادارتك وتدبيركِ فيها وأن استثمار مجهودك ووقتك في اسرتك هو أنجح استثمار و أفضل مجهود تقدمينه هو ما تقومين به تجاه اسرتك من واجبات وتحمل مسؤولية
وأن تحقيقك لذاتك لا يكون بناءً على تحقيق أهداف مؤسسة تحاول استغلال وقتك وجهدك ولا تنظر الى احتياجاتك كأنثى ولا لقدرتك الجسدية و النفسية .
وتذكري جيداً سيدتي أن الانجاز الحقيقي أن تكوني موفقة أمام الله عزوجل و تكوني راضيةً عن نفسك
واوجه نظرك نحو نقطةٍ مهمة أيضاً وهي أنك باصرارك على العمل خارج منزلك وموافقتك على أي وظيفة مهما كان وضع الوظيفة صعباً من حيث وقت الدوام الطويل ، عدم مراعاة اصحاب العمل لاحتياجاتك وقدراتك واحتياجات اسرتك ، الزي الخاص بالعمل وقد يكون غير متوافق مع الزي الشرعي ، الاختلاط وعدم مراعاة ضوابطه وحدوده
كل هذه الامور وغيرها ان كنت مُصرّة على العمل مع وجودها فانتبهي عزيزتي الا انك تضيفين حِملاً ثقيلاً عليكِ وتلزمين نفسك بمجهودٍ وعبءٍ كبيرين ، وتعرضين نفسك لضغطٍ نفسيٍ هائل ، غير أنك تخالفين قواعد الشرع الاسلامي في حال عدم التزامك بالزي الاسلامي وعدم مراعاتك لحدود وضوابط الاختلاط وغيرها ، فأنتِ بذلك تتوهمين بأنكِ تحققين ذاتك وبأنكِ تنجزين أهدافك وأنتِ حقيقةً تتعرضين لضعطٍ كبير وربما عنف جسدي ولفظي ولكنك تنكرين كل هذا لكي تبقين في نظر المجتمع السيدة القوية المعتمدة على نفسها( strong independent woman) وحقيقةً أنتِ متهالكة ومحطمة
في الرابط أترك لك مقطعاً من كلام الدكتور إياد قنيبي حول تحقيق المرأة لذاتها انصحك بمتابعة الفيديو الى اخره
اتمنى لكم قراءة ممتعة
You must be logged in to post a comment.