حكمة مجنون في اليوم الأغبر

حكمة مجنون في اليوم الأغبر

لا تتسرع، لا تتخذ قرارات في لحظة غضب، لا تتفوه بأمور قد تبدو مستحيلة، في مقالنا هذا سنتناول مقتطف قصة عن شخص متسرع طلق زوجته وندم على ذلك ولم يجد سوى مجنون يفتي له حكم استرجاع زوجته.

تشاجر زوجين بعد نقاش حاد وعقيم مكلل بالعصبية والصراخ رمى الرجل يمين الطلاق على زوجته وقال لها لن تعودي إلى عصمتي إلا في اليوم المشؤوم الأغبر يوم بلا نور، ذهبت السيدة إلى أهلها تبكي، وبعد ليلة هدأ الزوج وندم أشد الندم، وذهب إلى عدة من المشايخ من أهل القرية وقالو له من أين لنا بيوم مشؤوم وأغبر حتى نُفتيك في قصتك.

حزن الزوج ولم يعرف ماذا يفعل فوجده صاحب محل للخردوات على أحد الطرقات وقال له ما بك فحدثه عن قصته، فقال له انظر إلى ذلك الشخص العجوز المغبر الأشعث وهو سيد مجنون ينام في الطرقات قال له اذهب إليه ستجد الحل، قرر الزوج الذهاب لأنه ليس باليد حيله.

قصّ الرجل قصته للمجنون وقال هل صليت الفجر اليوم؟ قلت له لا لقد استيقظت بعد الفجر وكنت مسرعاً ونسيت، وقال له هل قرأت القرآن اليوم؟ فقلت له بعصبية لقد خرجت مسرعاً ولم أقرأ، ثم قال هل رأيت أمك صباح اليوم فقلت له لا لم أجد فرصة لذلك، ثم قال المجنون اذهب واحضر زوجتك، فقلت مستغرباً كيف ذلك؟ فقال لي: لم تصل الفجر ولم تر أمك ولم تقرأ كتاب الله، ليس هناك يوم مشؤوم وأغبر أكثر من هذا اليوم وليس فيه نور، فرح الزوج وكان خجلاً من أمره وقبل رأس العجوز المجنون وذهب مسرعاً إلى زوجته.

لذلك خذ العبرة من أفواه المجانين ما ينطقون إلا بالحِكم، اتضح أنهم أعقل من كثير من البشر، يَصلون رحمهم، ويصلّون فرضهم، يقرأون القرآن، من فينا المجنون ومن فينا العاقل؟؟ تعلم الصبر وتعلم التأني، ثم تعلم كيف يكون يومك ليس أغبراً واملئ يومك بنور الله، أنار الله دربكم.