حلم يتيم

كأن الطفولة تختفي، وكأن الألم يعزف على الآذان. نعم إنه القلق والخوف، إنه التوتر. ويسأل الطفل متى سأكون محبوبا؟ متى سينظر لي بعين الحب، ودفء المشاعر؟

أحبه، نعم أحبه، ولكن هل يحبني هو؟

سؤال يتردد في ذهن الطفل.

يكبر ويكبر الألم معه ليته يتبدد وينتهي.

أبي، هل أحببتني يوما؟

نعم

إذا لماذا لم تحببني دوما؟

وتنطوي الصفحات ويشعر الطفل بالتهميش ويظل ينتظر اللحظة التي تختلف فيها المشاعر.

وتتحول ليالي الشتاء الباردة إلى الربيع الهادئ المعتدل.

كم مرة ضربت، أهنت وهمشت؟ لا يذكر الفتى.

أخيب الآمال أحيانا ولكن أبدع تارة أخرى. أنتظر الأمل أن يشرق ولكن متى يأتي؟

أحبه، نعم أحبه، ولكن هل يحبني هو؟

وأكبر أنا والعمر يمضي دون ذكرى دافئة تذيب الجليد في قلبي.

نظرتها هي الوحيدة ذات المشاعر الصادقة، ذات الحب الطاهر، تحبني وهذا أكيد.

أمي هي الكفاح الوحيد الذي يستحق أن أعيش لأجله وإلا فكيف أعيش حياة بائسة كهذه. أظل أنتظر، ويكبر الجسد ويبقى الطفل في داخلي ينتظر وأخاف أن يفوت الأوان.

يعتمد علي ويطلب مني ولكن بعد التعب والجهد والتضحية ألا يحتاج الإنسان إلى التقدير؟ وإن كان واجبه.

وكل الأماني تختفي ويظل الطفل ينتظر بصيص الأمل وأخاف أن يفوت الأوان.

وأجلس صامتا لأنه لم يأذن لي يوما بالحديث والتعبير. وأكبر وأتمنى التغير بيد أن الأمل متعب من الانتظار.

ويشرق الصباح وأقول يأتي التغير ولكن ينتهي باكتساء السماء بلون السواد.

أكبر وانطلق وأتمنى التحرر ولكن أظل مقيدا ويظن الناس أني طائر حر وهذا حلم يتيم.

ويأتي اليوم الذي تنكسر فيه القيود ويأتي فيه الأمل وصباح الكأبة يحمل في طياته الفرج ويصبح الرجل حرا طليق الفكر والروح والجسد.

ولكن،

فان الأوان وأصبح الطفل يتيما وانقطع خيط الأمل الوحيد.

ويسأل الطفل نفسه لماذا لم يأتي اليوم الذي يقول فيه أنا أحبك دوما انقطاع.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author