خيانة وأقذر الطعنات
يتعرض الكثيرون لخيبات الأمل والصدمات، لكن الصدمة الكبرى دائماً تكون من الأقرب، من الأخ أو من الصديق الأقرب إلى قلبك، الذي كنت تظن أنه أهل الثقة والأجدر بها، تموت نعم تموت عندما تعلم بأن الطعنة الكبرى كانت منه هو، حين ظننت بأنه الوحيد الذي سيقف خلفك للدفاع عنك، هو من سيحميك هو الذي سيكون سندك ولكن للأسف يقتلك ويسقط من عينك، وتكون طعنته هي القاتلة، ومن خلال هذه القصة نوضح المقصود بهذه الكلمات.
في قديم الزمان ومن أعظم القصص التاريخية، تعرض القيصر يوليوس للإغتيال، حيث مات مطعوناً، وتم تصنيف طعنته من أبشع وأقذر الطعنات بالتاريخ، حيث تعرض للخيانة من كل الذين وثق بهم وكانت من أصعب لحظات حياته.
ذهب قيصر إلى الإجتماع وجد كل أصدقائه ومعاونيه، نظر إليهم وبدأ الجميع بطعنه واحداً تلو الآخر، ولكن القيصر بقي واقفاً مذهولاً من تصرفهم بعد تخطيطهم لقتله معاً، لم يسقط القيصر بقي ينزف وهو واقفاً، حتى وجد صديق دربه ورفيق عمره بروتوس وهنا فرح القيصر لرؤيته ومشى نحوه يجر آلامه وعيناه تلمع و نظر إليه بارتياح وثقة وأمل حيث ظن أنه جاء حتى ينقذه من براثن الأعداء والخونة، وضع يوليوس يده على كتف بروتوس وطلب العون منه، ولكن الصدمة الكبرى كانت حيث قام بروتوس بطعنه أيضاً.
وحينها قال قيصر: حتى أنتَ يا بروتووسْ؟ إذاً فليمت القيصر!
وسقط القيصر فعلاً ومات من الطعنة الأخيرة التي تلقاها على يد صديقه.
كانت هذه الطعنة الأخيرة المؤلمة التي حطمت آمال القيصر، وحطمت ثقته، وروحه، وإرادته، وأعلن القيصر هزيمته وسقوطه حينها، لأن هذه الطعنة تختلف عن باقي الطعنات.
وكما قال الرائع جُبران خليل جُبران: عندما أصابت رصاصة قلبي لم أموت! ولكن مِت عندما رأيت من أطلقها، وبهذا نلخص لكم يا أصدقاء كيف تكون خيانة الأقرب إليك كم هي هي مؤلمة وأصعب من أي خيانة أخرى قد تتعرض لها، خيانة الصديق هي التي تكسر شوكتك، هي التي تحطمك، هي التي تقسم ظهرك، لذلك لا تثق كل الثقة بأي إنسان حتى لا تصاب بالصدمة الكبرى.
You must be logged in to post a comment.