رحلة داخل نفسك

النفس الانسانية غاية في التعقيد و هي اعمق مما يتصور اي منا، فهنالك ادراك محدود للانسان عن ماهية نفسه و لا بد لفهم بعض من جوانبها من القيام باستكشافها و معرفة مكنوناتها و سبر اغوارها من خلال عدة ممارسات، من هذه الممارسات العزلة للتامل و التفكير العميق بمشاعر النفس تجاه الاشياء المحيطة بالانسان من طبيعة و بشر و مفاهيم و ما تشكل هذه الاشياء و ما تعنيه للشخص. هنالك ايضا طريقة توجيه تساؤلات للنفس عن ما تعني له ردود افعال المحيطين به و ما يحب و يكره. ان يتساءل اسئلة تتعلق بالكيف و معرفة الاسباب التي تجعل له رد فعل دون غيره، ما الذي يثير غضبه و لماذا، هل هو راض عن نفسه؟ و هل يتوجب عليه ان يرضى عن نفسه ام لايهم. ان يسال نفسه ما الذي يتوجب عليه فعله و ما الذي عليه ان يتجنبه و لماذا، ما الذي يفعله في هذه الحياة و هل وجوده في الحياة له علة ام انه عشوائي، و الكثير من التساؤلات التي يتوجب ان يجد لها جواب، انت ايها الانسان كينونة مهمة و اكبر مما تتصور، انت الآن حبيس جسدك و ظروفك و محدودية قدراتك، لكنك خُلقت لاكبر من ذلك و يوماً ما ستدرك حجمك و اهميتك، لكن قبل ان ياتي ذلك اليوم عليك ان تقف وقفات مع نفسك و تستكشفها و ترتحل كل يوم في عالمك الداخلي في رحلات تعود منها بمعلومات تساعدك على تحقيق سبب وجودك. انت لست شيئاً صغيرا عابراً بل انت اكثر من ذلك بكثير، و كما قال الشاعر:

تحسب انك جرمٌ صغير          و فيك انطوى العالم الاكبر

انت اكرم المخلوقات و اعظمها عند الله، انت من كلفك الله بان تعمر الارض و تكون خليفته فيها، مهما كان عملك او مركزك فانك مطالب بان تحدث فرقا و ان تتميز بما تفعله مهما اعتقدت ان دورك صغير و تافه، اتقان العمل بحد ذاته قيمة عليا، كن افضل ما تستطيع ان تكونه فيما اقامك به الله، كن صادقا محبا مؤثرا تكن عاليا، لا تدع اي عمل تقوم به يمر بلا شغف، و يوماً ما ستدرك ان ما قمت به مهما كان صغيراً فانه عند الله كبير باخلاصك و حرصك على اتقانه، كن رقما صعبا و كن انساناً كما ارادك خالقك و لا تكن كالانعام تاكل و تشرب و تنام.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أكتوبر ٢٣, ٢٠٢٢, ٥:٠٨ م - avan yasin
سبتمبر ١٠, ٢٠٢١, ٩:٥٣ م - Abdallah
مايو ٢٥, ٢٠٢١, ٢:٢٣ ص - Abd elshfi
أبريل ١٠, ٢٠٢١, ١٠:٠٨ ص - yara-ahmed
فبراير ١١, ٢٠٢١, ٤:٢٠ م - Hawraa Msheik
About Author