رحلة للبحث بين الخلود والفناء ضمن إطار الحياة

 

 إن كل ما يحيط بنا يموت كأن موته بائن بينونة صغرى لكن ماذا لو وافتك أنت البينونة الكبرى كم يوم سيبقى أثرك!؟ 

- دعوني أوضح هذا السؤال:

لو تأملنا لا نظرنا لأن النظر لا يشمل سوى العين أما التأمل فهو الغوص بعالم التفاصيل ورؤية ما بث الله فيها من حياة وعبرة. 

سنجد بأن لا شيء خالد، فبالنظرة العابرة نرى أن كل شيء يموت...معطفنا الذي نحب...جوربنا....ساعة يدنا...حتى جلدنا يطاله شيء من جور الزمن فيهرم. 

وتلك الشجرة التي رأيتها في الطريق كانت تبدو أيضًا كعجوز معمرة على مشارف الفناء أغصانها بدت مهترئة وقوامها مجوف وعراها الدهر من أوراقها وبدأ هواء الشتاء العاصف ينال من هزلانها ذهابًا وإيابًا دون أن يعترض سيره شيء سوى دغدغة الأغصان الركيكة. 

والطقس الجوزائي البحت الذي يتبدل في ذات الفصل وذات اليوم من حارق إلى بارد إلى هادئ ، ألم يسبق لك وتأملت كيف يموت البرد ليحيا الدفئ، وكيف يموت النور ليحل بدلاً منه الظلام!؟

هذه الأشياء كلها تموت ميتة بائنة بينونة صغرى فأمر موتها ليس بالمعضلة الكبرى بنظري، لكن البينونة الكبرى هي وفاتنا نحن ماذا لو رحلنا الآن هل سنفنى حقًا!؟

-أدع هذا الجواب لك، توقف ونقب عن الإجابة فإن لم تجد فإبحث عنها فإنها لمعضلة أن تعبر كأن لم تمر يومًا.

وهنا أيضًا يكمن الفرق بين أمنية الحياة وأمنية الموت فأمنية الحياة والموت هما لشخص يشارف على الموت - وكمعادلة دقيقة جميعنا مشارفين عليه - لكن أمنية الموت قد تكون أكل أكلتك المفضلة رؤية شخصك الغائب وغيرها أما أمنية الحياة فهي أمنية تخلد إسمك بعد رحيلك تمضي أنت لتبقى هي لترسخ مبدأ 

نحن كنا هنا، لكن إحرص بأي صفة كنت هنا… 

لنكمل 

أما عني أنا وفي رحلتي هذه وجدت أشخاص وافتهم المنية ولم يفنوا، كيف ذلك!!! 

ستمضي قريبًا بأمر القدر وتغدوا رفاة ويبقى الأثر. 

-ناظر آخر كلمة, تمامًا هذا الذي أريده، فأرسطو وأفلاطون و إبراهيم عليه السلام حين قال واجعل لي لسان صدق عليا فجعل الله أثره باقيًا إلى يومنا هذا في الصلاة الإبراهيمة وغيرهم كثيرين بقوا خالدين، حاضرين إلى الآن 

-أما الأمر الآخر فهو الروح

حري بي أن أنوه أن الإنسان يتكون من نفس،جسد وروح والنفس هي التي يطالها الموت لقوله تعالى:

{كل نفس ذائقة الموت} أما الروح فهي النفخة الإلهية فينا التي لا تموت ولا يطالها شيء من الموت وإنما تنتقل لعالم البرزخ التي تخلد فيه لقيام الساعة. 

-يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته أتطلب الربح فيما فيه خسران

-أقبل على النفس واستعمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أكتوبر ٢٣, ٢٠٢٢, ٥:٠٨ م - avan yasin
سبتمبر ١٠, ٢٠٢١, ٩:٥٣ م - Abdallah
مايو ٢٥, ٢٠٢١, ٢:٢٣ ص - Abd elshfi
أبريل ١٠, ٢٠٢١, ١٠:٠٨ ص - yara-ahmed
فبراير ١١, ٢٠٢١, ٤:٢٠ م - Hawraa Msheik
About Author