رهانٌ صعب! هل ستعود السياحة في الأردن بعد كورونا لسابق عهدها!

بدأنا عامنا الجديد 2020 راجين أن يكون مليئًا بالمسرّات والسعادة وموفور الصحةِ والعافية، بالرغمِ من تردد أنباء عن تفشي فيروس كورونا في الصين؛ لكن لم نأبه له بالًا معتقدين أنه بعيد جدًا يصعب وصوله، انقضت الأيام القلائل وإذ بالدول الشقيقة تبدأ برصدِ حالاتٍ مصابة بهذا الفيروس اللئيم، ثم اجتاح حدود الأردن ليدخلها ويبدأ بتسجيل الإصابات واحدة تلو الأخرى، في يوم 21 آذار 2020 أُطلِقت صافرات الإنذار معلنةً الحظر الشامل في الأردن لأول مرة، كان الوقع أليمًا مدججًا بالمشاعر الغريبة المبكية بأن نرى عمّان والمحافظات فارغة، فقط كان الدعاء "رب اجعل هذا البلد آمنًا"، انقضت الشهور وعاودت الحياة أدراجها شيئًا فشيئًا؛ لكن قطاع السياحة بقي مجمدًا عامةً تخوفًا من عودة الفيروس بشراسة، في شهر آيلول 2020 أعلنت الحكومة الأردنية عن فتح المطارات والمعابر مجددًا بعد انقطاعٍ عن العمل دام عدةِ أشهر، لكن التساؤلات المستثارة كيف سيكون شكل السياحة في الأردن بعد كورونا وما درجة الآمان التي ستحف بالزوار والمواطنين! هذا المقال سيسلط الضوء على تفاصيل ذلك.

السياحة في الأردن

بقيت المملكة الأردنية الهاشمية محط اهتمام السياح على مر التاريخ نظرًا للأمن والأمان الذي تتمتع به، كما ساهم الموقع الجغرافي والمناخ المعتدل أيضًا بتشجيع توافد الزوار إليها من مختلف أرجاء العالم، ليس ذلك فحسب؛ فإن الأردن دولة ثرية بالمعالم التاريخية والدينية ويحظى لديها الزائر بعدةِ أنواعٍ من السياحة؛ منها: الثقافية، العلاجية، الطبيعية، الترفيهية وغيرها الكثير، تفتح المملكة أبوابها للسياح على مدار العام وتحديدًا في سياق السياحة العلاجية، ويشار إلى أن الموقع الجغرافي المميز جعل منها نقطة اتصال بين عدةِ قاراتٍ أوروبا وآسيا وأفريقيا، من المؤكد أن الأردن غنّي عن التعريف بجماله وجمال طبيعته، لذلك سنقف وقفة تأمل على ما ستؤول إليه السياحة في الأردن بعد كورونا عن كثب.

السياحة في الأردن بعد كورونا

سجلت الأردن خسائرًا جسيمة في قطاع السياحة وبقية القطاعاتِ أيضًا نتيجة فيروس كورونا المستجد، فلم يكن الأثر السلبي على الأردن وحدها؛ بل عظمى الدول أيضًا أعلنت خسارتها اقتصاديًا أمامه، لكن الأردن فضّل الخسارة الاقتصادية مقابل الحفاظ على صحة المواطن الأردني، فقد أُغلِقت الحدود الأردنية منذ 17 آذار، وقد حرصت وزارة السياحة والآثار الأردنية على تخصيص 30 مليون دينار أردني لدعم القطاع وتعزيزه في ظل الأزمة الحالية، فاتخذت العديد من الإجراءات لذلك منها إعفاء الجهات السياحية من رسومات التجديد للتراخيص، وتقديم قروض صغيرة ميسرة تصل قيمتها لخمسة آلاف دينار أردني وغيرها الكثير من الإجراءات.

عودة السياحة العلاجية

في شهرِ يوليو أعلنت وزارة السياحة الأردنية عند الجاهزية التامة ببدءِ استقبال الطلبات لكل من يرغب للوصول إلى الأردن لغاياتِ العلاج وفتح الأفق أمام السياحة العلاجية في الأردن، فكانت الحكومة قد أعدت نحو 20 مستشفى مخصص لاستقطابِ المرضى من دول العالم، وبالرغم من ذلك فقد كانت خلية الأزمات على اطلاع كامل ومتابعة مستمرة لغاياتِ التحكم بعملية دخول المرضى إلى المملكة جوًا وبرًا لضمان عدم انتقال الفيروس برفقة من يدخل الأراضي الأردنية.

فتح المطارات في الأردن (تصنيف الدول حسب تفشي الفيروس)

انتظر الأردنيون كثيرًا في مطلعِ شهرِ آب قرارًا حكوميًا بفتح المطارات في الأردن استعدادًا للسفر، لكن الوضع الوبائي لم يكن يسمح بعد؛ وذلك لتفشي الوباء بالدول المجاورة والعالم أجمع؛ وقد كان قرارًا مليئًا بالخوفِ على صحةِ المواطن الأردني، في مطلع شهر أيلول سنة 2020 أقدمت الحكومة الأردنية وبالتعاونِ مع خلية الأزمات على اتخاذ القرار في فتح المطارات في الأردن ذهابًا وإيابًا ليكون اليوم الثامن من شهر أيلول تاريخ تدشين المطارات تحت إجراءاتٍ مشددة، والصورة أدناه توضح ذلك وفق ما نشرتها وزارة النقل الأردنية في تفصيلٍ لتصنيف قائمة الدول وفقًا لتفشي فيروس كورونا المستجد COVID-19 فيها إلى (دول خضراء، دول حمراء، دول صفراء): 

تصنيف الدول (حمراء، خضراء، صفراء)

 

الإجراءات المتبعة لفتح المطارات الدولية لعودة السياحة في الأردن بعد كورونا

تصنيف دول العالم حسب تفشي فيروس كورونا

 

معالم السياحة في الأردن بعد كورونا

  • جرش، تعرف أيضًا باسم مدينة الأعمدة، تقف أعمدة جرش لتروي للزائر تفاصيلًا رومانية عاصرتها، ويشهد على كلامها كل من الشوارع الأثرية والساحات، وتعزيزًا لمكانتها التاريخية؛ يقام بها عددًا من المهرجانات في فصلِ الصيف من أبرزها مهرجان جرش الثقافي، إلا أن جائحة كورونا قد أوقفت فعاليته لهذا العام.
  • المدرج الروماني، في ثغرِ الأردنِ الباسم والقلب النابض العاصمة عَمّان؛ يتربع المدرج الروماني في الجزء الشرقي مؤلفًا من 33 درجة على الأقل منحوتة في عمقِ الصخورِ الرملية؛ ليتخذ لقب أكبر مسرح فني.
  • وادي رم، رمالًا ذهبية لامعة تبث في نفس الزائر شغفًا عظيمًا في خوضِ العديد من التجارب؛ لذلك ترى الزوار يهبطون بالمنطاد من علوٍ شاهق، وتسلق القمم المرتفعة، والأجمل من ذلك السهر تحت ضوء القمر.
  • البحر الميت، يشغف الزوار بارتيادِ مياه البحر الميت المالحة للعلاج، إذ يعتبر العلاج بالأملاح الطينية علاجًا ناجعًا للكثير من الأمراض العصبية والجلدية، ولا بد من التنويه بأن البحر الميت هو البقعة الأخفض في العالم يحتل موقعًا مميزًا بين فلسطين والأردن.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

كاتبة محتوى منذ 9 سنوات.. أصبحت الكتابة هوس يرافقني لا أستطيع الاستغناء عنه، كتبت في موسوعة موضوع، أراجيك، مقالات وغيرها الكثير حصدت فيها خبرة عظيمة لأضعها في تبويب.