رواية صديقي الظل 2020

لا علاقة لي بما سبق ولا ذنب لي، مضت أعوامًا وقرونًا من المعاناة الأبدية، البشر يعتقدون أنه ماض لن يعود، لكن الآن كل شيء تغير ولا يبدوا كما في السابق، ثمّة قوة عظيمة بداخلي تحركني أبصرتها متأخرًا، تتوغّل بداخلي يومًا تلو الآخر، وفي متنها أغوص وأهرول، أفقدتني النطق لأيام، لا أدري كيف ذلك؟! لكن لا يهمني كثيرًا، العبرة بما أصبحت ما كان قد كان ولن يعود.

 

تألّمت فتأمّلت فتعلّمت حتى أتقنت اللعبة جيدًا، وما حدث وما يحدث وما سيحدث أبصرته يوما ما، من الآن صرت وحيدًا في طريقي، صرت طفرة أجداي، صرت رفيق ظلّي الكامن في أعماقي، سأهزم القهر و الذل الذي عشته حتى في أحلامي.

 

بداخلي رغبة امتلاك كل شيء، ودحر أي قوة، ما عشته يحول بيني وبين رحمتي، حتى الآن لا أحد يستطيع قتلي أو حتى مجابهتي، أصبحت أملك جيشًا من المعرفة التي إن أردت سحقت بها البشر.

 

الجميع سيخضع لي، يأتمرون بأمري، هم مجبرون على ذلك إن كانوا أعدائي، الكل سيلتزم بقواعدي التي بدأت بوضعها، فلا سبيل ولا طريق ولا نجاة إلا لمن سلك دربي.

 

ليس لديّ مزيدًا من الوقت، تداهمني أفكاري واحدةً تلو الأخرى، المتربصون يريدون قتلي ويحقّرون من شأني تلك أمانيُّهم، كل ذلك مجّرد ترّهات، يروّج لها المتنطّعون، ويصدّقونها السُذّج والحمقى، أدركوا حقيقتي متأخرًا وما توصلت له، لكن ليعلموا .. لا عبث معي الآن؛ فالكثير لقوا نحبهم على يدي.

 

سأقضي على الغوائل التي اندلعت منذ آلاف القرون، وأكرّس لحقبة زمنية لم يسبق لها مثيل، وأعود بالحياة الحقيقية التي اندثرت أيضًا منذ آلاف العقود، والتي خلّفها ورائهم شياطين الإنس، تركي لأعدائي ليس رحمة وإنما أؤخّرهم ليوم معلوم، زمني يصارعني ويساومني بين البقاء سيد الأرض، أو البحور في عالم الفناء والمجهول،

 

فضولي وشغفي وعشقي للمجهول ليس له حدود، التحدي والسيطرة من أولوياتي، الناس إن أطاعوني نجو وفازوا، حتى هذه اللحظة لم أعتدي على أحد ولا ظلمت أحد ولا بادرت بقتل أحد، كل ما فعلته وسأفعله من قتل وتدمير هي ردود أفعال المخطئين في حقّي، والمعتدين على رفقاء دربي.

 

لم أعتبر أحد عدو لي سوى الجعسوس، فهو حتّى الآن آمن في مملكته، رغم ما فعلته به وسأفعل حتى أدمّر مملكته، إلا أنه رجل فان يبدع في الحروب، ويظن أنني كباقي المتسلطين عليه الفاشلين في محاولات قتله، والذين قام بصلبهم على أبواب مملكته، أقول له لا تطْمئنّ كثيرًا وإن اقْتربت الإنتصارات، الملحمة لم تبدأ بعد، وإذا كنت تعتقد أنها النهاية، الصنديد له رأي آخر.

 

يتبع ...

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٤ م - شروق
About Author