زوجة الملك ومن اعتمد على الناس ذَل

زوجة الملك ومن اعتمد على الناس ذَل

ومن حكايات الزمن الجميل وحكمة رائعة بين السطور، أهديها لكافة القراء الكرام، حتى نأخذ منها العبرة، عبرة للعيش في هذه الحياة الصعبة، عبرة للحاضر المشتت، عبرة للمستقبل خفي المعالم، مستقبلنا يضع قبعة الإختفاء، تتحدث الحكاية عن رزق رجلين متسولين ضريرين وزوجة أحد الملوك الكريمة ذات الصفات الرائعة.

كانت زوجة الملك طيبة الأخلاق كريمة النفس، متواضعة جداً، حيث كانت تتجول بشكل يومي بين أهالي المملكة، علم رجلان متسولان ضريران بأمر مرورها فجلسا على الطريق وقبل وصولها قال أحدهما: يارب أرزقني من فضلك يارب!! وقال الرجل الثاني: يارب ارزقني من فضل الملكة!! سمعت الملكة كلاهما، وقررت أن ترسل لمن يطلب فضل الله دينارين من الذهب، ومن يطلب فضلها ترسل إليه دجاجة كبيرة مشوية وكانت تضع بداخلها عشرة دنانير ذهبية.

صاحب الدجاجة كان يبيع الدجاجة لصديقه بديناري الذهب التي أعطته إياها الملكة، وهو لا يعلم ما بداخلها من المال، وبقي الحال مدة عشرة أيام على التوالي، ثم جاءت الملكة وسألت الذي كان يطلب خيرها؟ أما أغناك فضل الملكة؟ فقال: كيف ذلك؟ فقالت له:  ألم يصبح معك مئة دينار في عشرة أيام؟؟ فقال لها: لا ليست لدي مئة دينار، كنت أبيع دجاجتي بدينارين فقط.

وعندما سمعت الملكة هذا الكلام ضحكت من قلبها وأردفت: سبحان الله طلبت فضلي وحرمك الله منه، وصديقك طلب فضل الله فأعطاه ما لك وأغناه.

الطمع ضر ما نفع، والقناعة كنز لا يفنى، و سبحان الرازق من اعتمد على غير الله ذل، ومن يعتمد على أمواله قل، ومن يعتمد على علمه ضل، ومن يعتمد على شخصه مَل، أما من يعتمد على الله  ما قل ولا ذَل ولا مَل ولا ضل، أتمنى أن تنال هذه القصة على إعجابكم، ونأخذ العبرة والحكمة و نجعلها في متناول أيديكم حتى نتعلم التأني والصبر والقبول بما قسمه الله لنا والرضا.