سوف تصبح غنيا بعد أقل من دقيقة !!
بعد قراءة هذه الهمسات الصادقة ، ولو كنت – أنت – صادقا في شعورك بفطرتك النقية ، متخليا عن وساوس الشيطان ؛ لأذعنت للحق وصدعت به ، مناديا بأعلى صوتك " أناااااا غني .. أناااااا غني " .
إذا أردت أن تشعر بالغنى ، فقط عدد الأشياء التي تمتلكها ولا يمكنك شراءها بالمال .
فما أعظم نعم الله ، وما أعظم أن تكون غنيا بنعم الله .. وأعلم عزيزي أنني أصدقك القول ..
فأنت غني بنعم الله عليك ، فانت غني بنعمة البصر ، هذه النعمة العظيمة التي لا يساويها كنوز الدنيا أو عشر أمثالها ، وإنك لن تدرك هذه الحقيقة إلا إذا كنت محروما منها " لا قدر الله " فاقد البصر الذي يرى كل شيء مظلم ، ويعيش في ظلام حالك ودائم ، ويمشي في ظلام ، وينام في ظلام ، فلا يرى نور الشمس ووضحاها ، ولا يرى القمر إذا تلاها ..
ويسمع أصوات الأشياء من حوله وحركتها ، ولا يرى سمتها أو رسمها أو هيئتها ، لا يرى معنى الألوان ، ولا معنى أن يكون النبات أخضر وله ثمار يانعة صفراء وحمراء ، وأشكال وهيئات ..
الكفيف المحروم من نعمة البصر لا يستطيع أن يرى لمحات وجه أبنائه ، وأنت ترى ، إذن فانت أغنى الأغنياء ، ولو خيرت بين نعمة البصر وبين امتلاك الدنيا وعشر أمثالها ، لاخترت نعمة البصر وفضلتها على أموال ومليارات أباطرة المال والأعمال ، فإذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك، فأغمض عينيك/ كما قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .
وانظر فأنت غني بما تملك من نعمة الرجل التي تمشي عليها ، فغيرك قعيد لا يستطيع القيام على قدميه لقضاء أبسط أمور الحياة .. أنت غني بنعمة اليد التي تبطش بها والأذن والعقل والقلب والكبد والتذوق والشم والنطق والكلام واللمس والإحساس فهذه الحواس التي تمتلكها تشعرك بالتمتع بنعم الله من ماء وهواء وضياء وأرض وسماء وزهور وأشجار وأنهار وبحار وكثير من بديع صنع الله .. فكم من محروم سقيم مريض بداء في القلب أو الكبد أو ... ، يتمنى شربة ماء بلا ألم أو لقمة يطعمها ، غيرك يستوي عنده الليل والنهار ؛ لأنه افتقد – أعظم النعم – العقل والتعقل فهي من أعظم النعم التي ميز الله بها عباده أنت تمتلكها وغيرك يهيم في الأرض لا فرق بينه وبين الأنعام .. وأنت في عافية .. إذن أنت غني .
وانظر فأنت غني بنعمة الولد وغيرك يفتقدها ويود لو أنه أنفق ما في الأرض جميعا ومثله معه ليكون له ولد ، أنت غني بنعمة الأهل ، فغيرك مقطوع مبتور مشرد لا أهل له ولا ذرية .
أنت غني لو صدقت بينك وبين نفسك وحمدت الخالق على كل هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى .
أنت غني لو سخرت هذه النعم - متوكلا على الله – واستخدمتها في كسب المال الحلال أو في تحقيق منزلة أو تأدية رسالة قانعا بما قسم الله لك كنت أغنى الناس وكنت عند الله محمودا .. وإن لم ترض وتقنع بما قسم الله لك كنت عند الله مزموما .
شكرا لكم .. وإلى لقاء
بقلم / عبد الشافي أحمد
You must be logged in to post a comment.