أيها الحب تأخرت كثيرًا. فلماذا تستعجلني الآن إلى هذا الحد. وتركض بي في سيارة ستوصلني إلى منتصف الرغبة، لأواصل وحدي المشي لاهثة في شارع الخوف، متحايلة تارة على عيون سائق يحترف التجسس، وتارة على نظرات مارة متفرغين للفضول
..
لأن الحب يعنيك.. لا بد أن يعنيك الموت أيضاً. فالحب كالموت. هما اللغزان الكبيران في هذا العالم. كلاهما مطابق للآخر في غموضه.. في شراسته.. في مباغتته.. في عبثيته.. وفي أسئلته.
..
نطرق قلبًا بحذر، كمن مسبقًا يعتذر، عن حب يجيء ليمضي.بصيغ مغايرة، يعيد الحب نفسه، ببدايات شاهقة لأحلام.. وانحدارات مباغتة الألم. وعلينا أن نتعلم كيف ننتظر أن يوصلنا سائق الحب الثمل إلى عناوين خيبتنا.
..
وحده الزمن سيدلك على الصواب، عندما يفقد الآخرون صوابهم.أمّا التاريخ.. فلا تتوقع في هذه الحالات أن يقول كلمته على عجل.هو أيضًا ينتظر.
..
ثمّة أشياء لفرط ما نريدها بإصرار وقوة تحدث. حتّى يبدو لنا في ما بعد كأننا خططنا لها بطريقة أو بأخرى
..
لا تحتمي بشيء. أنا أنظر إليك في عتمة الحبر، وحده قنديل الشهوة يضيء جسدك الآن. لقد عاش حبّنا دائمًا في عتمة الحواسّ
..
لقد حدثت لي أشياء قليلة.. ولكنني قرأت كثيرًا
..
نحن معا أمام امتحاننا الأصعب. عكس موعدنا الأول، لسنا نحن الذين نختبر بعضنا بعضًا اليوم، أو نقيس استعدادنا للصمود في وجه الحب، أو قدرتنا على الإيقاع بغيرنا. إنما الحياة هي التي تختبرنا معاً، وتختبر الحب بنا.
..
بين الذين أهدروا ماضينا، والذين يصرون على إهدار مستقبلنا، بين الذين أفرغوا أرصدتنا، وأولئك الذين سطوا على أحلامنا، نظل نحن أثرياء الحب أشرف من غيرنا
..
إذا كان كلّ فرح يحمل قدرًا من الحزن، فلا عجب أن يحمل الحزن أيضًا شيئًا من فرح نستحيي أن نسميه، ولكن يعرفه المبسالمينمامًا.
..
دمتم سالمين
المصدر: رواية فوضى الحواس للكاتبة احلام مستغانمي
You must be logged in to post a comment.