قاتل الحب

قالوا في موروثنا أن الحب تضحية، أنا عن نفسي اصدق الأقوال الموروثة و آخذها بجدية لأنها عبارة عن تراكم للمعرفة الإنسانية و الخبرة الحياتية للمجتمع ككل، لذا لا بد أن تحمل في طياتها الكثير من المصداقية، بناءً على هذا فإن قاتل الحب الأول هو الأنانية و عدم إحساس الشخص بحاجات من يحبه، حين يعيش الإنسان في دائرة نفسه وحده و لا يأبه بمن حوله يفقد الشعور بما يمليه عليه الحب من تفهم لحاجة محبوبه من اهتمام و رعاية و يفشل في القيام بدوره كحبيب و شريك، هذا الشخص الأناني كل همه أن يرتاح هو و يشبع و ينام، لا يدرك حاجات الآخرين. هي حاجات بسيطة قد لا تأخذ الكثير من الوقت و الجهد، فالقليل من الاهتمام الحقيقي و بكل حب يكفي لإنقاذ العلاقة، لا يأخذ الكثير من الجهد و الوقت أن تنظر بصدق في عيني الحبيب و تسأله كيف كان يومك و أن تكون فعلاً مهتماً بمعرفة تفاصيل يومه، و أن تضحك معه على هذه التفاصيل و تطلب المزيد من الشرح، و إن شكا أن تستمع لشكواه و تتفاعل معه و تدلي برأيك و موشورتك، لا يأخذ ذلك جهداً إذا كان نابعاً من الحب و الاهتمام الحقيقي، أن يعتاد الشخص على إطعام حبيبه بيده و انتقاء ألذ جزء في طبق الأكل ليقدمه له و يذكر ذلك له و يشعره أنه بذلك فضّله على نفسه، لا أن يحرص على الحصول على كل الأشياء و أفضل الأشياء ليخص بها نفسه.مسحة الإهتمام و العطاء الصادق من القلب هو سهم يصل إلى القلب مباشرة فلا تبخل على محبوبك به خاصة أنه لن يكلفك الكثير، الحب يتغذى على الاهتمام و العطاء و تقتله الأنانية و حب الذات. تخيل معي أن يقوم زوج بعد الغداء الذي أعدته زوجته و تعبت طوال النهار في إعداده، أن يأخذها من يدها و يجلسها في المقعد المفضل لديها و يقوم بإعداد فنجان القهوة لها و يخبرها كم يقدر تعبها في إعداد الطعام و أن طعامها من ألذ ما ذاق في حياته، أن ينظر بعينيها و يقول لها ذلك بصدق و يوصل لها شعور التقدير الصادق بكل حب و اهتمام بمشاعرها. أضمن لذلك الزوج مضاعفة حبها له و تفانيها في عمل أشكال و ألوان من الأطباق الشهية و تدفق عطاء الزوجة له. لماذا لا نبذل القليل من الجهد لإسعاد و تقدير الحبيب فنكسب حياة ملؤها السعادة و العطاء المتبادل و المشاعر الصادقة.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author