قبور الكورونا

إنني لَستُ جيداً في وَصفِ شيءٍ مُبهم شيءٍ لا أستطيعُ رؤيَته بالعينِ المجردة ولكن أتمنى وصفَ ما يجول في خاطري عن قبور الكورونا ، تلك القبور التي مُﻷت تحت أرضِها قِطعا من قلوبنا من رُفاتِ أجساد الأحبّة وفوق أرضِها أناسٌ تحت أسقف من الماءِ غَرقى كَغرقِ قومِ نوح يتمنون النجاة في سفينته ، فهم غرقى بين ضر المرض وبؤس الفقر  بين التأمُلِ بالمستقبل المجهول والنظر إلى الماضي المشوش الملئ بالضباب ، تمر أيامنا في قبور الكورونا كأيام ليس لها نهاية نتمنى الخروج من سفينتنا بعد الغرق الطويل ويشتد بنا الخوف عند رؤيتنا الواضحه للمرض المميت المخيف من فايروس مجهول لا يُرى بالعينِ المجردة ، ونبقى في منازِلِنا التي كالقبور يأخذنا ويشدنا ألم الفراق ويمﻷنا الأمل للمُضي قدماً بِكلِ حذر  .. الكورونا التي باتت حديث الأطفال وخوف الكبار إنها كحاصد الأرواح في فيلم سينمائي مضى عليه أعوام يشوبه ضباب الأبيض والأسود ، صوته مشوش كتشويش صوت الرياح في ليلةٍ عاصفة لا تَرى في الخارجِ إلا الرياح الشديدة و بعضاً من دموعِ فِقدانِ الأحبّة وهنالك رِجالُ الأمنِ يطوفون في شوارع البلدة خوفاً من تفشي الوباء ، وعند الإصابة بهذا الفايروس يتم عزل المصاب بالوباء في غرفة ملأى بالأدوية التي لا تُجدي أي نفع سوى إعطاءنا القليل من الصبر و الأمل علی شفاءه ، وينظر الأطفال إلى المصابين من حولهم بتساؤل وشؤم هل لهم عمر مديد أم تتوقف أعمارهم هنا عند جائحة الوباء ! ألن يروا ما رسمناه في أذهاننا من مستقبل يشوبه كل هذا الإنعزال والخوف ؟؟ لم تكتفي أيضاً الكورونا في البقاءِ أشهر فقط بل تمد بقائها  لعدد من السنين ونستمر في رؤية حاصدِ الأرواح يطوف في الخارج وفي منازلنا ، فأي لقاح ذاك الذي يأتينا بمن فُقِدو من أبناء وأبآء وأصدقاء ! وهل اللقاح سيصل قبل حصد أرواح بقية البشر!! 

لم تقتصر قبور الكورونا على دفن موتى الفايروس بل دفنت معها كثيرا من الأحياء في منازلهم ..

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author