" قتل الإنسان ما أكفره "
لقد تجلت حكمة الله من خلق الإنسان في هذه الأرض لغاية عظمى ، إنها :1- عبادة الله و2-عمارة الأرض ، ولم تتحقق الأولى- بحق- إلا إذا تحققت الثانية ، وذلك باستخدام موارد الأرض وثرواتها وتسخيرها لهذه الغاية ، فينطلق بعد تعميرها وتهيئتها لتكون صالحة لعبادة الخالق القدير سبحانه .
وقد وصل التدني الأخلاقي العالمي إلى أنهم يطلقون على الأرض اسم " المعمورة " في حين أنهم يسعون – دائما وبكل وسيلة – إلى خرابها .
ولقد خلق الله الإنسان وكرمه وفضله على سائر المخلوقات حيث منحه سلاحين عظيمين هما :1- العقل الذي يحدد به الهدف والغاية من وجوده في الحياة ، و2- الحرية التي بها يختار الطريق المؤدي لهذا الهدف وهذه الغاية ، إلا أنه يصر - بكل قوة – على أن يتربع على قمة البهيمية التي تصر على الخراب والدمار لا لشيء إلا لفرض السيطرة بالقوة على المستضعفين في الأرض .
فقد برع الإنسان في القتل والتنكيل والسحل والزنا والاغتصاب والسلب والنهب والغطرسة والتكبر والتعالي والترويع والإرهاب والاعتداء على المستضعفين ،والتعذيب وسفك دماء الآمنين ، وحياكة المؤامرات والحروب والخراب ، والنفاق والخيانة والغش والسرقة والكذب والاحتيال، والحقد والكراهية بسبب اللون أو العرق أو الدين ، والخداع والأنانية ، والضلال والإلحاد والشرك والكفر ، نعم الضلال والإلحاد والشرك والكفر وهي من أبشع الجرائم في حق الخالق الذي خلقك فسواك فعدلك وفي أبدع صورة أيها الإنسان ركبك .
ولقد صدق ربنا حين حكم على هذا المخلوق العجيب بعد ارتكابه لهذا الكم الهائل من الجرائم فقال " قتل الإنسان ما أكفره " لعن الإنسان وأهلك لكفره بأنعم الله – ما أشد كفره بالله ونعمه بسبب ما ارتكبه من فساد وإفساد " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ، قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ، فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون ، من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون " .
إن كل ما يقع للإنسان الذي ظن أنه يستطيع أن يخرق الأرض أو أن يبلغ الجبال طولا – إن كل ما ينزل به من وباء و بلاء من أضعف مخلوقات الله، ليظهر عجزه وضعفه أمام فيروس من أدق المخلوقات " الكرونا ، إنما بما كسبت أيدي الناس ، فحق عليه العذاب والهلاك "
فما ضر الإنسان لو عاش كما أخبر الخالق بالعيشة الهانئة ليتحقق قوله تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " التعارف والتآلف من أسباب العيشة الهانئة والتي بدورها تؤدي إلى تقوى الله وعبادته حق العبادة ، فهذه هي الغاية التي من أجلها خلقنا الله ..... حقا " قتل الإنسان ما أكفره " !!
شكرا لكم .. وإلى لقاء ..
You must be logged in to post a comment.