قصة قصيرة

حياتة في أرقام

 

تخطى السبعين بثلاث سنوات، مازال يمتلك ذاكرة قوية ،وصحة متهالكة، لكن لابأس بها على أية حال، بعض الأخاديد الصغيره تغزو وجهه على إستحياء، والشعر الأبيض حل مكان الأسود في رأسه وشاربه الكث بنسبة كبيرة، 

سحابة قاتمة من حزن تمطر في عينيه،

 

بهدوء ذهب إلى غرفة المكتب الخاص به، داخل منزله أغلق عليه الباب،

وأحضر نوتة مذكرات وشرع يحصي على نفسه سنوات عمره الفانية،

أخذت السنوات تتجمع وتمر أمام عينية ببطء، يشاهدها ويتفاعل معها كأنه يشاهد فيلم سينمائي في أحد دور العرض وسط الجماهير،

بيد مرتعشة أمسك بالقلم وبدأ يكتب، وضع طرف القلم في فمه وإحتار من أين يبدأ،

بعد لحظات تفكير عميقة قال لنفسه "عشوائي" 

 

ودون: (١٨) حجة و (٣٠) عمرة، (١) بناء مسجد، (١٣) مشاركة في بناء مدارس، (٥٧٠) تبرعات للأيتام والمحتاجين والمرضى والمساكين والفقراء، بناء (٨) بيوت للفقراء (٣٠) عام توزيع شنط للفقراء والأيتام والأرامل، 

 

عدد (١٥٧٦٥) رشوة، (١٣٢٦٧) يمين كاذب

(٣٢) تهرب ضريبي (٧٥٠٠) نصب وإحتيال

(١٣) سنة بدون صلاة (٣٠) سنة صلاة غير مكتملة الفروض (٢٠) سنة صلاة بدون خشوع (٤) سنوات لم يخرج الذكاة،( ٦) سنوات أفطر فيهم في رمضان عن عمد 

(٣) مرات شروع في قتل، مرة واحدة مشاركة في القتل بالإشارة، 

(١٥) مرة زواج، (٢٤) من الأبناء (٤٥) من الأحفاد، (٩٥٤) اختلاء غير شرعي

(صفر) زنا. 

 

 بين التدوينة والآخرى كان يستغرق نصف ساعة تقريباً يحصى في مسودة ثم ينقلها إلى المدونه، وكانت تأتيه لحظات فرح وآخرى حزينة ممزوجة بدموع حارة تسيل عبر خديه، 

وختم مدوناتة بهذه الجملة:

"وما الإنسان إلا مجموعة أرقام" 

ثم أتبعها بهذا الدعاء

"رب إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles