صورة البروفايل الخاصة بها جملية بالحجاب، لكنها كانت تشتكي دائماً لصديقتها ضعف التفاعل على منشوراتها الهامة جداً، والتي كانت تتمثل في ضبط سلوكيات الأفراد من منظور ديني وثقافي وإجتماعي وفلسفي، كانت توجه بعض النصائح للمراهقات بطريقة ذكية، مبطنة وغير مباشره،

أتت عليها أيام وليالٍ أصبح حسابها على الفيس بوك صامت كما الأموات، داخلها شعور بالملل وبأن الوقت قد طال، وجافاها النوم.. تركت السرير وجلست أمام المرآة تتأمل وجهها النابض بالجمال، أمسكت بالفرشاه مشطت شعرها الأسود الناعم.. وضعت قليل من أحمر الشفاه، زادت عليه قليلاً وابتسمت، إطمئنت لوجود الغمازاتين مكانهما، مدت يدها بالموبايل وأخذت سيلفي، صورة .. اثنان.. ثلاثة.. عشرة، إختارت واحده كصورة جديده للبروفايل، 

جاءتها الإعجابات تترى وتعليقات الإشادة بجمالها النادر الأخاذ، سرت قشعريره في جسدها، وفرحة تدغدغ الحواس، 

في الشهر الثاني عاودها الملل، نشرت صورة لجسدها جريئة، تظهر جزء من صدرها، زادت الإعجابات والتعليقات المشجعة أكثر، 

في نهاية العام، إرتدت قميص نوم أسود، قصير وشفاف، وقامت بوصلة رقص على أنغام أغنية حورية حسن "ياجاري من زمان" 

نشرت الفيديو.. وفي خلال بضعة دقائق جاءها ثلاث ألاف طلب صداقه وخمسة آلاف تعليق وعشرة ألاف إعجاب، 

رفرفت أجنحة السعادة وطارت بها وسط سحابة زرقاء، 

كاد قلبها ان يتوقف وعقلها أن يطير، فقد أُغلق الحساب مؤقتاً ورسالة تقول "لاحظنا نشاط غير عادي على حسابك، من فضلك قم بتسجيل الدخول مرة آخرى"