تاريخ الأتراك
إنّ أصول الأتراك كانت تنحدر من منطقة شديدة البرودة التي تدعى بجبال "ألتاي" وهي سلسلة تقع في جنوب سيبيريا، وتعدّ أهم بقعة بيوجغرافية تمتاز بالعديد من الخصائص الجيولوجية، بما في ذلك تضاريسها المتنوعة من الجبال والسهول والوديان والينابيع الجوفية وغيرها من طبيعة الأرض، غير أنّ طقسها الذي يكسو المنطقة بالبرودة والانجماد، كان سكانّها يعيشون بجهد كبير ويمكن القول بأنهم كانوا يُعانون من الصقيع والبرد، حيث إنّ الثلوج تبقى على جبالها لمدار السنة ولا تذوب أبدًا! لذا فمن الطبيعي أن يترك سكانها إلى أماكن مُناخها أكثردفئًا واعتدالًا.
مرّت السنين والأعوام على مرّ التاريخ وتمدّدت قبائل الأتراك وانقسمت إلى أكثر من ٤٠قبيلة عاشوا في مختلف أنحاء آسيا الوسطى، وكلمة "قيرغيز" مركبة من كلمتين؛ كلمة قيرك وتعني أربعين؛ والآخر غيز بمعنى قبيلة.
قيرغيزستان
تقع جمهورية قيرغيزستان في أواسط قارة آسيا، وتحدّها كل من كازاخستان وأوزبكستان والصين، عاصمتها بيشكيك التي تقع في شمالها، عدد سكانها حوالي ٦مليون نسمة؛ يمكن تقسيمهم على النحو التالي:
- قيرغيز ٢-٣مليون نسمة؛
- جنسيات مختلفة مثل الكازاخ، الروس، الأوزبك، الإيغور، الدونغان، الطاجيك، القوقاز، العرب، الكوريين، وغيرهم.
كلُ هذه الجنسيات والثقافات المتنوعة تتعايش وتسكن في العاصمة بيشكيك، ويتحدثون باللغة المشتركة بينهم وهي اللغة الروسية؛ ما تبّقى من رماد الاتحاد السوفييتي الذي سقط عام ١٩٩١م، فإلى يومنا هذا هناك علاقات ودّية ما بين الدول السوفيتية، لذا اعُتبرت الروسية هي اللغة الجامعة ما بين الشعوب في قيرغيزستان. أمّا القيرغيز فلغتهم هي القيرغيزية العريقة تُستخدم في كافة القبائل التركية، ولكل قبيلة لها لهجة معينة تنطقها في حياتها اليومية. كما أن نظام دستورها ديمقراطي ليبرالي؛ فالدولة تحترم كل الآراء والأفكار، والأديان جميعها؛ فكل شخص يعتنق ديانته بكل حرية وأمان، ومع ذلك الغالبية العظمى يعتنقون دين الإسلام ونسبتهم حوالي ٨٠٪ وهي نسبة مرتفعة جدا.
أماكن سياحية فائقة الجمال
توجد في قيرغيزستان سبع محافظات، لها خصائص ثابتة لتميّزها عن بعضها الآخر، فأول المحافظات هي تشويّ وترتكز فيها العاصمةبيشكيك مُناخها معتدل وأرضها سهل وخصب للزراعة؛ والمحافظة الثانية هي إيصيق كوول هواءها نقي وشمسها صافي، تقع فيها البحيرةالعذبة التي تُدعى إيصيق كوول، ولذلك سميّت المحافظة نسبةً لها، فهذه البحيرة تحتل المراتب الأولى في نقاوة وعذوبة مياهها!
أمّا المحافظة الثالثة فتُدعى نارِن الشديدة البرودة، وأناسها يعملون غالبًا في رعي المواشي وترويض الأحصنة الأصيلة؛ إذ إنهم يشربون حليبها ويأكلون لحمها طلبًا للدفء والقوة. ثمّ تأتي المحافظة الرابعة التي تجانب نارِن وهي محافظة تالاس المرموقة فقد وُلد البطل العظيم"مناص" فيها، والقيرغيز يلقّبونه بأبو القيرغيز، البطل الذي خلّص شعبه من الطغاة والمستعمرين.
ويجدر الذكر بأن المحافظة الخامسة المسماة ب"جلال-آباد" مليئةٌ بالتنوع المُناخي والجيولوجي؛ فتارةً نراها جبلية باردة وأخرى نراها صحراوية جافة ترتفع درجة الحرارة فيها، كما أنها مفعمة بينابيع المياه الجوفية البارة والحارة، إضافةً إلى الكثير من الشلالات والحماماتالتي تحيط الجبال العالية، وهناك العسل الزهوري الجبلي يصنعها نحول بلدة توغتوغول الجميلة، حيث إنّ هذا العسل الشهيّ والطبيعي يستخدمونه لكافة أنواع الحلويات والسكاكر، كما أنهم يمزجونه بالشاي ليكون مذاقه حلوا جدا!
وإذا ما استمرّ السائح في تجواله؛ يجد المحافظة السادسة أوش وتليها السابعة باتكين؛ فكلتاهما تمتازان بالأرض الخصب والمُناخ الدافىءإلى الحار، المُناسبة لزراعة الكثير من الفواكه والخضروات والنباتات والزهور التي يحتاجها الإنسان ليأكل منها وليداوي نفسه من الأمراض والأسقام، بما في ذلك، يربّي سكانها المواشي والأغنام.
وغير تلك المواصفات والخصائص الجمالية لهذه الدولة؛ فما على القارئ إلّا أن يجرّب بنفسه في الزيارة إليها ورؤية أماكنها الخلابة والفاتنة الجمال بأمّ عينيه كي يُصدّق بأنّها جنّة من جنان الأرض المختبئة في نواحيها!
You must be logged in to post a comment.