لا يخفى على أحد في العالم أسره مرض كورونا المستجد الذي ظهر في بداية سنة 2020 ، و الذي في غضون أشهر قليله أجتاح العالم بأسره ، بل أصبح الشغل الشاغل للعالم أجمع ، حتى أن دول العالم أجمع تناست خلافاتها السياسيه والأقتصاديه ، وأتحدت جميعها في سبيل مكافحة هذا المرض ، و رغم كل الجهود ألا أن هذا الوباء أثبت قدرته على الأنتشار بشكل مخيف ، أذ أن العديد من الدراسات أثبتت أنه أذا كان هنالك شخص واحد يحمل هذا الوباء و اختلط في المجتمع فأنه سيقوم بنقل هذا الوباء الى 70 شخصا على الأقل ، و في ظل عمل الدول لمكافحة هذا الوباء لاحظنا تغيرا كبيرا في مفاهيم افراد المجتمع بشكل عام و تغيرا للكثير من العادات و التقاليد ، بل أن التغير لم يكن على مستوى المجتمع فقط بل كان على مستوى دول بأسرها .
و على سبيل المثال قبل أنتشار الوباء كانت الأجتماعات على مستوى الدول والأفراد تعقد في أماكن معينه ، ولا داعي للحديث عن كم تستغرق من الوقت في الأعداد لها و الجهد في الوصول لها بل حتى على سبيل التكلفة المادية لهذه الأجتماعات سواءا كانت على مستوى الأفراد و الشركات ، أم على مستوى الدول ، و بعد ظهورالوباء رأينا توجها كبيرا لأستخدام التقنيات الحديثة في عقد هذه الأجتماعات عن طريق شبكات التواصل الأجتماعي أو عن طريق مواقع الكنرونية متخصصة في تلك الأمور، و الذي كان من شأنه أن يجعلنا نستغني عن طرق الأجتماعات التقليدية و استبدالها بطرق حديثة من شأنها اختصار الوقت والجهد ، و أيضا التقليل من الكلف المادية .
و في معرض حديثنا عن المواقع الالكترونية المتخصصة للتواصل الصوتي و المرئي ، كان يجب أن نعقب على اللجوء الى استخدام تلك المواقع أيضا في الجامعات و الدراسات العليا ، و التي رغم أنها أثبتت في بعض التخصصات الجامعية فشلها بفشل ذريع ، فبالمقابل أثبتت نجاحها على مستوى بعض المواد الاختيارية في الجامعات أوعلى مستوى بعض التخصصات ككل ، فاللجوء مثلا الى مناقشة رسالة الماجستير، أو الدكتوراة أصبح يتم عن طريق تلك المواقع دون الحاجة الى التنقل و طباعة تلك الأبحاث و للتجمعات امام أبواب الكليات ، و التكلفة المادية على الجميع ، و هذا قد يكون أفضل بمراحل عندما نتحدث عن مناقشة رسالة الماجستير لجامعة في بريطانيا ، و أنت مقيم في الشرق الأوسط أو دول شرق آسيا .
اما على الصعيد الأجتماعي فحدث ولا حرج فقبل كورونا كانت العادات و التقاليد و خاصة في الأعراس و المناسبات تقبع كهم كبيرعلى أصحابها ، ألا أن التوجه بعد ظهور المرض و مبدأ التباعد الاجتماعي ، حررنا من تلك العادات حتى بتنا نرى المواضيع تلك بشكل سهل و بمرونة أكبر و تتم بطريقة أسرع و لعل في ذلك خير للكثير من المقبلين على الزواج أو من تحصل هندم مناسبة سواءا كانت فرحا أم ترحا ، وأصبح اللجوء الى الأبتعاد عن التقبيل اثناء السلام في مجتمعاتنا العربيه شيء جيد ، خاصة عندما تطر أسفا للمجاملة في بعض الأحيان ، و رأينا خلال فترة الحجر المنزلي أن الأنسان مهما كان أجمتماعيا و ذا شئن سيلجأ الى عائلته و يحتمي معها فهي الملاذ الاول والأخير له و هم أقرب له من الجميع .
و قد تتجلى فكرة تغير العالم ما بعد الوباء الى تغير أفكار العالم بشكل خاص على المستوى الأقتصادي ، فمهما لجئت الدول الى الأنفاق على الرياضة و على المشاريع التي قد الكماليه ، فأن أساس الأنفاق و الجزء الأكبر منه يجب أن يكون على التعليم ، و الصحة ، فأن تلجئ مثلا الى صرف مبالغ من ملايين الدولارات على رياضة كرة القدم فهذا شيء غير مقبول لأننا رأينا أن وباءا مثل كورونا عمل على أيقاف كرة القدم بالعالم بأسره ، و أن لاعبي كرة القدم الذين يتقاضون مئات الملايين من الدولارات سيجلسون في بيوتهم الفاخره و هم يتصفحون آخر أخبار الوباء ، مقارنة بالاطباء و الممرضين على مستوى العالم ، و الذين لا يتقاضون سوا مبالغ زهيدة من المال و هم من كانوا حقا أبطال هذه المرحلة بل هم من يستحقون تلك الملايين التي تذهب هباءا منثورا فهم عماد المجتمعات و قوامها .
الأكيد أن وباء كورونا أثر بشكل كبير على مستوى العالم ، لكنه لم يأت من فراغ ، جاء عندما تغيرت أفكارنا و معتقداتنا بشكل كبير ، بل عندما أصبحنا ننظر الى العالم كأنه لعبة بين ايدينا نقلبها كما نريد و وقت مانريد ، جاء ليخبرنا أن العالم الذي نعيش به يقع على عاتقنا مسؤولية أعماره لا أن نتفنن في تضليله بالخلافات السياسية ، و لا أن نلجئ الى أضاعت خيراته باللعب و الترف .
You must be logged in to post a comment.