كيف أتعامل مع الطفل العنيد الذكي؟

كيف أتعامل مع الطفل العنيد الذكي؟

كيفية التعامل مع الطفل العنيد الذكي؟ عادةً ما يكون العناد عند الأطفال طريقة تعبيرية يقولون فيها لآبائهم " أريد أن أشعر بالاستقلالية" وهي حاجة طبيعية تتكون عند الأطفال بعمر السنتين حتى الأربع سنوات يستخدم فيهم الطفل أسلوب العند للتعبير عن فضوله الكبير بمعرفة قدراته الخاصة فهو يعتز بنفسه إذا أكل وحده وقام بغسل يديه وحده بل ويحاول أن يقوم بارتداء ملابسه وحده وعادةً ما يقوم الآباء بمنع أطفالهم من القيام بذلك دون مساعدة مما يشكل شخصية الطفل العنيد، ولكن في هذه المرحلة يكون العناد من متطلبات النمو الضرورية للاستقلالية ولكن ماذا عن الطفل العنيد الأكبر سنًا؟

 

مفهوم الطفل العنيد الذكي؟

الطفل العنيد الذكي هو الذي يستخدم جميع أساليب الحيل واستمالة المشاعر للحصول على ما يريد على عكس الطفل العادي الذكاء الذي يميل إلى التعبير بالرفض والبكاء والعزلة، ويلجأ الطفل العنيد عادةً إلى هذا السلوك لأنه يريد شيئًا لا يتفق مع قوانين المنزل أو الوقت أو أنه غير مناسب لعمره أو يضر به مما يدفع الآباء إلى رفض ما يريده الطفل بشدة.

 

ولكن الطفل العنيد الذكي لا يصل مع الأبوين إلى هذه المرحلة من الغضب، فهو يعرف تمامًا كيف يعبر لهم عن احتياجاته وهذا ما نسميه الذكاء العاطفي أي أنه شخصية تتمتع بقدرتها على التعبير عن عواطفها.




تصرفات الطفل العنيد الذكي:

إن الطفل العنيد الذكي يستخدم العند بحيلة ليصل إلى ما يريد بسهولة وهو على الغالب يعرف تمامًا كيف يؤثر على قرارات والديه وكيف يجعل الرفض إيجابًا دون أن يتعرض للصراخ أو الرفض أو الكلمات القاسية، بحيث تأخذ سلوكياته الشكل الآتي:

 

  • يستميل مشاعر من حوله ببكاء حزين أو الاحتضان.

  • لا يرضى بالحلول البديلة أبدًا.

  • يقبل تأجيل طلبه ولكنه لا ينساه أبدًا.

  • يحاول إقناع أبويه بشتى الطرق.

  • نادرًا ما يلجأ إلى الصراخ أو العزلة ليصل إلى ما يريد.



أسباب العناد عند الأطفال:

يلجأ الطفل إلى العناد للتعبير عن احتياجاته وذلك لأنه ببساطة يمر بمراحل نمو شاملة يحتاج فيها إلى التعرض إلى تجارب اجتماعية ومعنوية وحسية، ولا يمكنه التعرض إلى تلك التجارب دون أن يكون بجانبه والديه اللذين يشكلان معنى الصح والخطأ والنعم واللا بالنسبة إليه، لذلك من الضروري جدًا إدراك احتياجات النمو لدى الطفل لمساعدته على إشباع احتياجاته بأمان، ومن احتياجات الطفل الضرورية:

 

  • احتياجات اجتماعية:

يحب الطفل أن يشعر بأنه محبوب ومقبول بين من هم في جيله حيث يمثلون له الجزء الأهم في حياته لأنه يقارن نفسه بهم، فإذا وجدت طفلك يطلب شيئًا لم تعتد عليه فاعلم أنه في مسابقة تنافسية نفسية مع زملائه.

 

  • احتياجات نفسية:

إن البيئة المنزلية المستقرة تنعكس على أطفالك بالإستقرار النفسي والأمان، فهو يشعر بالحب والتفاهم والانسجام الذي يحيط به مما يجعله قادرًا على التعبير عن احتياجاته دون خوف من الرفض.

 

  • احتياجات إدراكية:

من حق طفلك أن يفهم البيئة التي تحيط به وشكل الحياة فهو لديه العديد من الأسئلة الاستكشافية حول هذا الكون الذي يعيش فيه ومساعدتك له بالجواب على كل اسئلته هو بمثابة إشباع لأحد الحاجات الكبيرة التي كانت ستدفعه إلى اكتشاف العالم وحده، فإذا وجدت طفلك يريد أن يذهب في رحلة إلى مكانٍ ما أو تجربة تسلق الشجرة مثلًا لا تمنعه أبدًا بل ساعده على ذلك.





الآثار الجانبية لسلوك الآباء مع الطفل العنيد:

 

إن الأطفال مهما كانت درجة الذكاء لديهم فهم أبرياء بالدرجة الأولى لا وجود للخبث بداخلهم وكل ما يفعلونه هو بقصد الوصول إلى إشباع رغبات نموهم التي تنحصر داخل هذا العالم المليء بعلامات الإستفهام بالنسبة لهم، والطفل العنيد مهما بلغ من العند يبقى طفلًا وأي تصرف خاطئٍ معه قد يجعل سلوكه يتفاقم، ولكن بالرغم من ذلك فإن الآباء كثيرًا ما يلجؤون إلى حلول خاطئة للتعامل مع الطفل العنيد مما يؤدي إلى مشاكل سلوكية أكبر، ومنها:

 

يلجأ الطفل العنيد للعند ليعبر عن حاجته القصوى لفعل الشيء الذي يريده وذلك لأن ما يريده يشبع لديه رغبة اجتماعية أو معنوية ما، وعندما يتم ضربه أو الصراخ في وجهه فذلك سيولد لديه الشعور بالإحباط وانعدام الثقة بالنفس مما يدفعه للبكاء المستمر والعزلة أو إيذاء الذات لا سمح الله.

 

  • تلبية طلباته:

إن الطفل العنيد كما ذكرنا يعبر عن احتياجاته من خلال العناد فإذا تم تلبية طلباته فذلك يعني بأنه سيستخدم هذا الأسلوب في كل مرة للحصول على ما يريد مما سيجعل منه الطفل العنيد في كل شيء.



الطريقة السليمة للتعامل مع الطفل العنيد:

هنالك العديد من الطرق السليمة للتعامل مع الطفل العنيد وهي أساليب في تعديل السلوك تضمن لنا النتائج المرضية مع الطفل العنيد:

 

  • امنح طفلك المساحة الكافية

إن الطفل العنيد عادةً يشعر بالحصار من كل مكان فهو لا يستطيع التنفس دون أن يأخذ الموافقة على ذلك من أبويه، اترك مساحة خاصة لطفلك ليشعر بها بنفسه وامنحه ثقتك ليقوم بالأمور وحده، يمكنك أن تكتفي بمراقبته.

 

  • اترك القرار الأخير لطفلك ضمن خيارات

عندما يتعلق الأمر بنمط الحياة اليومية اقترح على طفلك الخيارات التي يمكنه فعلها واترك له حرية الإختيار ضمن مجموعة من الأمور التي توافق عليها أنت، مثل:

هل تريد أن ترتدي البنطال الأبيض أم الأزرق؟

 

  • تجاهل الطفل العنيد 

ضع له النقاط على الحروف بما يتعلق بعناده أخبره بأنه سلوك غير جيد وبأنه إن استخدمه لن تكلمه بعدها، وعندما يبدأ فعلًا بالعناد للحصول على شيءٍ ما ابدأ بتجاهله بشكلٍ كامل.

 

  • اقتل وقت فراغه بهواية

دع طفلك يبحث عن هواياته المفضلة حاول ان تكتشف معه عالم المواهب والهوايات حتى يجد ما يحب وخصص له الوقت ليمارسه، إنها طريقة سحرية بجعله يثق بنفسه أكثر كما أنها أحد طرق التعبير الرائعة للطفل.



Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

إنسانة في عامها الرابع والعشرين كاتبة وأخصائية طفولة لدي اثراء جيد في العديد من المواضيع والتي أفضل مشاركتها مع الآخرين من خلال موهبتي الكتابية.