كيف يتخطى الإنسان حزنه

على الرغم من اختلاف الأسباب التي قد تصل بالإنسان إلى الحزن والاكتئاب وكثرتها إلا أن ما يجدر ذكره أنه شعور سلبي بدرجة كبيرة لأنه لا يتوقف عند كونه شعور وإحساس داخلي فقط بل ويقيد الإنسان عن الإنجاز والاستمرار السليم والتصرف بصواب تجاه الأحداث الحاصلة.
وقبل الحديث عن طرق التعامل مع الحزن والتخلص منه سنسرد بعضا من الأسباب المؤدية إليه وإن كان ذكرنا لبعضها لا يحصيها كلها، فقد يصاب الإنسان بالحزن نتيجة خيبات عاطفية أو إخفاقات دراسية أو مشاكل اجتماعية أو عائلية وقد يصاب بالحزن نتيجة الشعور بالوحدة أو الفقر وسوء الأحوال المادية وأحيانا نتيجة الضياع والتخبط وعدم وضوح الوجهة والهدف في المسيرة الحياتية وكذلك نتيجة الشعور بقلة تقدير الذات وقلة الشعور بالإنجاز وغيرها من الأسباب فضلا عن أنه قد يكون أحيانا من غير سبب واضح.

هناك العديد من الأسس العامة للتعامل مع الحزن إذا وقر في قلب إنسان:

أولها وأهمها: لا تكذب على نفسك
إياك أن تنكر كونك حزين أو أن تتغاضى عن مشاعرك أو تتجاهلها لأن ذلك من شأنه أن يجعل الشخص في حالة تأهب مستمر وحساسية زائدة تجاه كل شيء فيتزايد غضبه ويبالغ به وقد ينفجر بالصراخ أو البكاء على حوادث بسيطة لا تتطلب منه ذلك.

ثانيا: حدد السبب
السبب الذي وصل بك إلى مهاوي الحزن والاكتئاب عليك أن تحدده على وجه الخصوص إن استطعت، فكما يقال: إذا عرف السبب بطل العجب! ولا تحاول أن تتناساه أو تتجاهله فنصف الحل دائما يكمن بالمواجهة وعدم التجاهل والهروب والاعتراف بوجود المشكلة.

ثالثا: تقبّل ضعفك
في كثير من الأحيان تجد الأشخاص يقعون في فخ المثاليات ووهم الكمال ويقع في أذهانهم أن الإنسان بمقدوره أن يصل إلى تلك المرحلة التي يكتفي عندها بذاته ويستغني عن غيره استغناءً تاما فهو قوي صلب قائم بذاته لا يكسره في الحياة شيء ولا يحبطه منها موقف وهذا النوع من التفكير لن يكون يوما صحيحا ولن يسقط على أرض الواقع أبدا إذ أنه ينافي مفهوم المخلوقية والتي تعني أن الإنسان مخلوق وكونه مخلوق فهو ناقص وضعيف ومحتاج، لا ينفي ذلك أن على الإنسان السعي نحو الأفضل دائما ولكن مع أن يعي بأنه ضعيف وقد يكبو ويهفو ويزل وهذا من شأنه أن يجعله أكثر مرونة في التعامل مع ما يجري عليه من حوادث سلبية قد تصيبه بالحزن أو الإحباط، فلو كان واهم للكمال لكان وقع الحوادث عليه أقسى وتجاوز نواتجها شبه محال.

رابعا: عليك أن تتبع بعض العادات الإيجابية التي من شأنها أن تحسن المزاج وترفع من مستوى هرمونات السعادة في الجسم ومنها:
• مارس الرياضة
• استيقظ مبكرا
• خذ قسطا كافيا من النوم لراحة جسدك
• ابتعد عن السهر بالكلية
• إقرأ كتابا أو تابع برنامجا مفيدا
• تجنب السوائل التي تحتوي على المنبهات وخاصة في فترة المساء
• أكثر من شرب الماء وخاصة في الصباح الباكر فور استيقاظك فذلك يحافظ على صحة وسلامة القلب
• تناول الفاكهة والخضروات
• قضاء بعضا من وقتك تحت أشعة الشمس حيث يحفز ضوء النهار الذي يدخل إلى أعيننا إنتاج هرمون السعادة في الجسم، كما أثبتت العديد من الدراسات مؤخرا أن عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ يعد أحد أهم مسببات الاكتئاب والشعور بالخمول والضيق والكسل

إن ما تم ذكره من أسس عامة للتعامل مع الحزن الذي قد يصيب القلب لا يغني عن وجود بعض الأسس الخاصة التي تختلف من شخص إلى آخر وهي أيضا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسبب الذي أدى إلى تلك النتيجة فمثلا، لو كان السبب إخفاق دراسي فعلى الإنسان أن يضيف إلى حزمة الأسس تلك مخططا واضحا يعينه على تحسين وضعه والنهوض به وتخطي الفشل أو السقوط، ولو كان السبب تجربة عاطفية على سبيل المثال فعليه أن يضيف إلى حزمة الأسس أيضا أن عليه الابتعاد عن كل ما يذكره بتلك التجربة وأن يتخلص من كل ما لديه من ذكريات قد ترتبط بها ثم عليه أن يعمل على أن ينفك هو منها شعوريا ونفسيا وهذا سيأخذ منه وقتا أطول ولكن الزمن علاج ما لا علاج له كما يقال.
وهكذا، ولهذا كان تحديد سبب الشعور بالضيق أو الحزن أحد الأسس المهمة في التعامل معه، ولا تنس أن تطلب العون من الله سبحانه وتتوكل عليه وتكثر من الدعاء والذكر فلا تركن إلى الكسل والتهاون لأنك بذلك تعطي فرصة لاستحواذ الشيطان على أفكارك ونفسك وتذكر دائما الأجر والثواب من عند الله المترتب على أي عسر يمر به الإنسان فقد قال النبي ﷺ: "ما يصيبُ المُسلِمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمٍّ ولا حُزنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ حتى الشَّوْكَةِ يُشاكُها إلا كَفَّرَ اللهُ بِها مِن خَطاياهُ".
فالحمد لله دائما وهنيئا لمن صبر واحتسب.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر