لا أحد يحبّ زوجه

يقول مصطفى محمود في كتاب الحب والحياة "إن الزواج الذي يسمونه الزواج السعيد. . الزواج الذي يدوم

فيه الوداد وتنتظم فيه العلاقة بين الزوجين في سیاق رتیب

هادئ . . يفتر فيه شعور كل واحد بالآخر وينطفئ الوهج من

قلب الاثنين. .

ما السر؟. .

السر في كيمياء الأعصاب. .

إن أعصابنا مصنوعة بطريقة خاصة. . تحس بلحظات الانتقال

ولا تحس بالاستمرار. .

حينما تفتح الشباك فجأة تسمع دوشة الشارع تملأ أذنيك. .

ثم تخف الدوشة شيئا فشيئا حينما يستمر صخبها في أذنك. .

وحينما تركب الأسانسير تشعر به في لحظة تحركه. . وفي لحظة

توقفه. . أما في الدقيقة الطويلة بين اللحظتين فأنت لا تشعر به

لأن حركته تكون مستمرة. . .

وحينما تنظر للشمس لأول مرة تغشی عينيك ولكنك حينما

تتعود عليها تبحلق فيها دون أن تتأثر. ." 

ماذا بعد عام من الزواج؟ ماذا بعد عامين وثلاث وأربع وخمس... ؟ هل سيبقى زوجكِ / ستبقى زوجتك ت/يحبّك؟ بالطّبع لا ؛ إذا كانت طبخاتك تعدّ على أصابع يد الفأر اليمنى ، وبالطّبع لا إذا تمر الأشهر دون أن تسمع زوجتك كلمة حنونة ،وبالطّبع لا إن كنت تتزينين زينة عارضات الأزياء ا عند خروجك للشارع ،وعند زوجكِ شعركِ يذكِّره بفرشاة السيّارة ولباسكِ كأنّكِ للتو خرجت من ورشة سيارات ، وبالطبع لا إذا كانت آخر مرّة أهديت زوجتك منذ الخطبة وبالطبع لا إذا حماتك وأمك مسجلتان في عقد الزواج معكما والأسباب تطول ....

دعني أخبرك سرّا ( وهذا خطاب لك ولكِ) ، الزواج سعيد لكن بشريطة أن تترك ما يدليه عليك " الفلاسفة " فيما يخص زواجك فلكلٍّ تجربة ! وأيضا من المهم أن تفهمي زوجك أو تفهم زوجتك وماذا تحب وماذا تكره فالزواج ممل بطبيعته إذا خلا من التجديد ، ألا تملّ إن رأيت نفس الحلقة من برنامجك أكثر من مرّة ؟؟ ..، فما بالك بعلاقة تمضي علها السنين ونفس الرّوتين ؟ ،  وأيضا الزواج له مقومات سيبوء بالفشل حين تُفقد؛

فالكلمة الطيبة ركيزة ، والمجاملة ركيزة ، والرّحمة ركيزة فإن الله جلّ وعلا لم يذكر كلمة الحب مرّة واحدة على الأقل في القرآن ، لكنّه ذكر المودة والرّحمة (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) فإنّ الحب لا يكون في كل البيوت لكن إذا وجدت الرحمة فأضمن لك توفر السعادة فيها ،كما روي عن عمر بن خطّاب رضي الله عنه أنّه جاء رجل إلى عمر بن خطاب يريد طلاق امرأته فسأله عمر ولمَ ؟ فقال إني لا أحبها ! فقال له عمر وهل كل البيوت بنيت على الحبّ فأين المروءة والذمة !

وأخيرا أوصيك بقرائة الكتب التي تتحدث عن الزواج