لا أريد المحاولة ... ابتعدو فقط ...
هل شعرت يوماً بالفتور... بأنك غير متملك لنفسك أقصد بمعنى أنك يئست ، بأنك لا تريد أن تتحرك تريد هدنة فقط هدنة أو فترة نقاهة .
لديّ صديق درس بجد حتى يحصل علامة تؤهله لدراسة الطب، لان دراسة الطب هي كل ما أراده هو في حياته،لقد حصّل معدلاً جيداً لكن
لم يحصّل العلامة المطلوبة،ذهبنا لتهنئته لكنه لم يعد هو أعتقد أنه سقط في هاوية اليأس.
بعد فترة أصبح يحب البقاء بالمنزل لا يريد الخروج يبقى جالساً هناك فقط لا يفعل شيئاً يدعي إنشغاله الدائم أو ربما يشغل نفسه بقصد.
لقد فكرت في أن أعرج عليه بعد ظهيرة أحد الايام علني أخجه قليلا من قوقعته.
سمحت لي أمه بدخول قام لإستقبالي،جلسنا سألته عن أحواله وعن غيبته الطويلة،بقيَ صامتاً ما حثني على تغير الموضوع ...
وقلت له ما التخصص الذي أدرجته في القبول الجامعي ...
قال لي مازال معي وقت لأختار قلت له إن وقتك ينفذ بقي يومان حتى ينتهي القبول.
ياللهول لماذا أصبحت إجاباته مقتضبةً هكذا ...
قلت له أتريد أن نخرج قليلاً ... لم أظن أنه حبذ الفكرة ولكن مع إصراري وإصرار أمه أخرجناه وبدأنا بتحدث بمختلف الامور غير أنه كان يبقيني على إطلاع بمدى إنشغاله الدائم.
وأخيرا سألته: ستقدم للقبول أم أنك ستعيد بعض المواد ؟
سكت قليلا ثم قال: حالياً ... أنا فقط ... لا أريد المحاولة
لا أريد التفكير مطولا .
قلت: أ لهذا تشغل نفسك ...
يجب عليك أن تسجل ... أقرأ عن تخصصات وسجل .
قال : أ أخبرك أمرا ، لا أستطيع أن أرى نفسي بشيء غير الذي تمنيته لا أستطيع لذا لا تحاولو إجباري .
قلت: يعني أنك لن تسجل أبداً!!!
قال: لا بالتأكيد سأجبر نفسي بالنهاية ولكن أحتاج المزيد من الوقت حتى أستطيع .
قلت بهدوء مقتضب : تستطيع ماذا ؟!!
لكنه لم يجب .
وهذا كان أخر حديثنا .
كلنا نصل إلى تلك المرحلة .
ولا أظنها الا حربا مع النفس نفوز احيانا ونخسر احيانا ولكن هذا ليس المهم.
ما أريد قوله إن اليأس شيء جميل في بعض الاحيان يجعلنا نفكر في أنفسنا بما نفعله يجعلنا نعرف اذا كنا نريد فعلا ما نحن عليه أم لا ، يجعلنا نعيش بمعنى الكلمة ، نعيش كي نحيا أحرارا مثابرين على الحياة ومعانيها .
لكننا لا نعي ما نحتاجه وما نريد إلا حين نتوقف عن المحاولة وقتها نعرف أننا كنا نحفر طول عمرنا في مكان خاطئ.
إذا هل يجب علي التوقف إذا ما يأست .؟؟ صراحة لا أعرف لا يمكنني الإجابة على مثل هكذا سؤال لأنه يعتمد بشكل كلي على طبيعة الشخص وعلى أسلوبه وكيفية إحساسه بالحياة.
صديقي لم يعد كما كان، ولا أظنه سيعود...
يوما كأنه نفس جديدة كليا قد حلت محل القديمة
لقد أدرك الفجوة بين ما يريده وبين الواقع هائلة الحجم لكنه مع ذلك لايزال يحاول ان يستمر في المحاولة
بمعنى يجب أن تعرف أين ستصل قبل أن تبدأ بالحفر ...
You must be logged in to post a comment.