لماذا نكذب

اذا لم يكن من يقرأ المقالة قديسا فلا بد انه قد كذب عدة مرات في حياته، الاسباب التي تجعل الانسان يكذب لا تكون دائما اضطرارية.

نحن نكذب في حياتنا اليومية بشتى الطرق، شعرنا بذلك ام لم نشعر.

هنالك الاسباب المعتادة للكذب مثل حماية النفس و التخلص من العقاب او العتاب، و هنالك اسباب اخرى مثل ان نعطي رايا ايجابيا بشخص لا نراه اهلا لهذا الرأي، او نمتدح شخصا بما ليس فيه لنكون مقبولين اجتماعيا.

قد نكذب ايضا لنملا فراغات الذاكرة و نكمل قصصنا بتفاصيل تجعل قصتنا ممتعة و ذات نهاية مناسبة، نكذب ايضا لنخفي مشاعرنا الحقيقية و نحمي خصوصيتنا فالكثيرين لا يرتاحون لابداء خفايا مشاعرهم، نكذب لنحمي غيرنا ممن نحب و نشهد زورا من اجلهم.

لكن ابشع انواع الكذب هو الكذب الذي ليسى له مسوغ، بعض الناس يصبح الكذب عندهم متعة و يكذبون في كل ما يقولون، هذا ما ندعوه بالكذب المرضي، لا تكاد تسمعهم ينطقون بالحقيقة و تصل الى قناعة انهم لا يمكن ان يصدقوا بشيء.

مهما كانت اسباب الكذب لا يغير ذلك من كونه كذبا، الكذب ليسى له الوان و لا يوجد ما يبرره، فاذا كان الانسان غير مرتاح للتعبير عن مشاعره يمكنه بكل صدق و بساطة ان يقول انه غير مرتاح لإبداء مشاعره نحو ذلك الموضوع، و يمكنه ان يذكر ان الموضوع الفلاني خاص و لا يحب ان يجيب عن التساؤلات المطروحة.

"اذا كان الكذب ينجي فالصدق انجى"، لا يحق لانسان ان ياخذ من الاخرين المعلومات عنوة او بالتخجيل، و الحياة نعقدها نحن و نظن ان الكذب ضروري لكي تمشي الامور، و هذا اعتقاد خاطيء قمنا بتنميته عبر الموروث و التفكير الخاطيء و السبب هو اننا لم نجرب الصدق، دعونا نجرب الصدق و سنجده اسهل و نتائجه افضل من الكذب.