كثيرًا ما نسمع قصصًا لأشخاص تعلموا من أحلامهم أو استلهموا منها. على سبيل المثال لنفكر في قصة بول مكارتني عن كيف جاءت أغنيته الناجحة "الأمس" في حلمه أو في بناء منديليف المستوحى من الحلم للجدول الدوري للعناصر.
ولكن بينما قد يشعر الكثير منا أن أحلامنا لها معنى خاص أو غرض مفيد؛ فإن العلم كان أكثر تشككًا في هذا الادّعاء. فبدلاً من كونه نذيرًا للإبداع أو نوعًا من الرسائل من اللاوعي لدينا، فقد اعتبر بعض العلماء أن الحلم نتيجة غير مقصودة للنوم؛ ما هو إلّا نتيجة ثانوية للتطوردون فائدة.
إنّ النوم بحد ذاته قصة مختلفة. لقد عرف العلماء منذ فترة أن قلة النوم مرتبطة بأمراض خطيرة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية. هناك أدلة متزايدة على أن الحرمان من النوم يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسمنة ومرض الزهايمر. تعكس الدراسات السكانية الكبيرة حقيقة محزنة؛ فكلما كان نومك أقصر، كانت حياتك أقصر. ليس ذلك فحسب ، فالنوم يساعدنا على الاحتفاظ بذكرياتنا، وتعلم الحقائق والمهارات بشكل أسرع، ممّا يجعله مهمًا للجميع بما في ذلك الأطفال والطلاب والرياضيين والطيارين والأطباء والعلماء!
الحلم شبيه العلاج بين عشية وضحاها
يقال أن الوقت يداوي كل الجروح، لكن هنا يشير إلى أن الوقت الذي يقضيه في نوم الأحلام هو ما يشفي غليل النائم، إذ يبدو أنأحلام نوم حركة العين السريعة تزيل اللدغة المؤلمة من النوبات العاطفية الصعبة، وحتى المؤلمة، التي تمرّ بها أثناء النهار، مما يوفّر حلًا عاطفيًا عندما تستيقظ في صباح اليوم التالي.
إنّ نوم الليل هو الوقت الوحيد الذي يكون فيه دماغنا خاليًا تمامًا من جزيء النورادرينالين المثير للقلق. في الوقت نفسه، يتم إعادة تنشيط الهياكل الرئيسية العاطفية والمتعلقة بالذاكرة للدماغ أثناء نوم حركة العين السريعة كما نحلم في أحلامنا. هذا يعني أن إعادة تنشيط الذاكرة العاطفية تحدث في دماغ خالٍ من مادة كيميائية أساسية للتوتر، مما يسمح لنا بإعادة معالجة الذكريات المزعجة في بيئة أكثر أمانًا وهدوءًا.
You must be logged in to post a comment.