لنبدأ من جديد

لن تُجديَ نفعًا كل محاولاتك الجادة للبدء من جديد طالما أن السبب الدافع لذلك لايزال حيًّا في داخلك، أتدري يا صديقي؟ إن كل تلك الزوبعات المُجلجلة التي تحدث في داخلك لن تهدأ يومًا إن لم تُبطل فكرة البدء من جديد.

لن يهدأ عقلي الآن وفي جوفي الكثير من الكلام ولا أريد أن أصمت، إن من الغرابة حقًّا رؤيتك للبشر وقد اجتمعوا على إحصاء همومهم وحسراتهم وكسروا بها طوق حياتهم، والأغرب من ذلك أن ترى اللهث تجاه تلك الفكرة يتناسل بلا تراخٍ فيُورّث قضبان الحزن أولا بأول لولدانِ العاجلة، ولا أراني أكفُّ عن التفكير بإجابةٍ لهذا الاحتجاج في داخلي، تُرى متى سيكفُّ الإنسان عن كونه سوداوي المزاج إلى هذا الحد؟

يقول برايان تريسي: "جوهر الشخصية هو تقدير الذات وخير تعريف لتقدير الذات هو مقدار حب المرء لنفسه ، إن تقديرك لذاتك هو المجموع الإجمالي لمقدار ما تشعر به من أهمية وقيمة تجاه نفسك في أي لحظة." لن تصل للنقطة التي تتقبل عندها ما مر بك من ألم ومعاناة إلا إن عرفت قدر نفسك، بل وعندها ستتوقف عن عدّ آلامك وحدها بل ستعدّ سعاداتك معها، باعتبار كليهما ملكك وخاصتك، حينها فقط ستكون على يقين تام بأن حياتك بكل متعلقاتها -سلبية كانت أم إيجابية- مستحقة بك تمامًا فلو غاب جزء منها لغبت وراءهُ بحثًا عنه، على الفرد أن يحترم ذاته ويقدرها ويثق بدورها فمن يؤمن بوجود الله حتمًا سيؤمن بأنه ما أوجد شيئًا من قبل العبث لا طائل منه، أنت ذلك الشيء عليك أن تعرف قيمتك حتى تعرف مدى أهميتك، إن هذه لصفة تكاد تكون سراب في عالمنا رغم كثرة الحديث فيها.
إنك بحاجة لأن تعرف قدر نفسك فقط كي تعيش السعادة، "السعادة" نعم، ذلك الكائن الذي يهرع خلفه الجميع ويكاد يكون غير مرئي أحيانًا إذ لم يفلح في معرفته إلا القليل والحشد المتبقي لايزال ينتظر دوره على بساط آلامه وحسراته.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر