لن أبيع سمعتي

لن أبيع سمعتي

سمعة الإنسان هي أثره الطيب، هي التي تجعله في غيابه كالمسك أو كالبيض العفن، أنت من تحدد طريق سمعتك إلى أين يؤدي، هل يكون طيب أو سيء، أسلوبك كلماتك أخلاقك تصرفاتك، أنت فقط من يحدد هل أنت سيء السمعة أم طيب السمعة، أحياناً الغضب قد يفسد طيب أخلاقك، لذلك إجمحه، وأحيانا الأنانية تفسد السمعة لذلك إكبحها، أحياناً التسرع يفسد السمعة أيضاً لذلك لا تتسرع ولا تغضب ولا تكن أناني، لا تبع سمعتك عند أول منحدر في حياتك ولأسباب قد تكون تافهة لا تبع الآخرة بالدنيا، فهي فانية، ومن خلال هذه القصة الصغيرة سنوضح كيف لا نبيع الأثر الطيب مقابل ماديات الحياة الفانية.

في يوم من الأيام تشاجر الغراب مع الهدهد شجاراً عنيفاً على بحيرة ماء، حيث قال الغراب بأن هذه البحيرة من أملاكه، ولا يجوز للهدهد أن يعبث بها، وكذلك أكد الهدهد أن هذه البحيره له ولن يسمح للغراب بالاقتراب منها، وبقيا على هذا الحال حتى حل المساء.

وجاء الصباح وقرر الهدهد والغراب أن يذهبا إلى قاضي الطيور حتى يحكم بينهما، وهو يقرر البحيرة من حق الغراب أم من حق الهدهد؟ وفور وصولهم إلى القاضي وشرح كل منهما الأمر، صمت القاضي وقال: مع من إثبات الملكية؟ صمتا ونظرا إلى بعضهما، وطال صمتهم، وحينها أيقن قاضي الطيور أنه لا يوجد دليل لأي واحد منهما.

وفجأة قال القاضي: هذه البحيرة للهدهد!؟!؟ صُعق الغراب وكذلك الهدهد وقال متعجباً: يا قاضي الطيور كيف حكمت لصالحي؟؟ فقال: أنت أيها الهدهد مشهور بالصدق والأمانة منذ زمن بعيد، ويقول الناس عبارتهم الشهيرة ""أصدق من هدهد"" لذلك البحيرة لك.

بقي الهدهد صامتاً ثم أردف وقال: يا حضرة القاضي بما أن الأمر كذلك كما تقول، فأنا لست صاحب البحيرة وهي للغراب، لست أنا من يفعل خلاف صفاته، ولن أبيع سمعتي ابداً، وهذه السمعة الطيبة أهم عندي من ألف بحيرة.

ولذلك السمعة الطيبة تبقى للأبد خالدة على مر الزمان، تصد عنك في حياتك وترفع قدرك بعد مماتك، تنتقل لأولادك وأحفادك، سمعتك ليس لها ثمن، فحافظ عليها وحدد أي باب ستطرق؟ باب الصدق أم باب الكذب؟؟

وقال أحد الشعراء: قد مات قوم و ما ماتت شمائلهم…...وعاش قوم و هم في الناس أموات.

نتمنى أن تنال القصة إعجابكم، ونأخذ العبرة والحكمة منها، ونكون هدهد من هذا الزمان وأصدق إنسان.