مؤنسات غاليات أم هم الى الممات ؟

استبدل حديثٌ شريفٌ لأعظم الخلق حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات "
بِمثلٍ يهودي وهو "هم البناتِ إلى الممات"
خلق الله من كل شيء اثنين لذلك سنجد التناقض في ذات الشخص ولكن دائماً ما تغلب صفة على أخرى....
كل شيء وجد في هذه الدنيا ليشكلنا أو نشكلهُ بطريقة ما... فقد نتأثر بأبسط الأمور لتنقلب الموازين، تتعدد المواقف والأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا قد نغير بعضاً من أفكارنا وسلوكياتنا بسببهم.
لكن الأصل في التنشئة السليمة مسؤولية كبيرة لا يتقنها (سواء الذكور أو الإناث) إلا من رحم ربي وهي فئة قليلة من البشر... تؤثر بشكل كبير على الإناث لأن معايير المجتمعات للأسف تلك البعيدة عن الدين أو تدعيه، يكبرن فيها بأبشع الإهانات والشتائم وقد تصل إلى الضرب أحياناً . فتنشأ ذات ثقة مهزوزة لا كلمة ولا رأي لها تحت رحمة الأهل وهذا يعد جهلاً كبيراً في رأيّ الشخصي و يؤثر على الصحة النفسية والجسدية ....
ومنهم من يكرموهن ويجعلوهن ملكات في بيوتهن وهذا قليلاً جدآ أن نراه في المجتمع العربي وهذا سلوكُ رائعٌ ولكن الانتباه من ألا يكون فيه إفراط وتفريط فتكون شخصية ذات غرور تحب المظاهر والتباهي ...
أجل الأسلوب يلعب دوراً في كل أمور الحياة من أبسطها إلى أعقدها...
لذلك أرى أن نرجع إلى ديننا ونعلمهن أمور الدين ولا نعطي بالاً لمعايير المجتمع التي تقتل نصف مبادىء الدين والشخصية الرفيعة ذاتياً ...
فلا تكون فتاة ذات شخصية مهزوزة ولا ذات شخصية مغرورة... وما بينهما أن تكون قوية تعرف أصول دينها، لا المجتمع وتحارب كل ما لا يوافق دينها وتتقبل ما يخالف رأيها الشخصي.

الطريقة الصحيحة لتحقيق الإشباع العاطفي، هي تشجيعها وإعطائها الحب والإحترام من خلال التصرفات والكلمات وعدم التقليل من شأنها والتكلم معها بكلام سلبي قد يجرحها ولن تستطيع أن تنساه ما تبقى في عمرها... نتائج الحرمان منهُ الجوء إلى مصادر خارجية لأخذه ولا وسيلة إلا هي، خاصة مع دخول التكنولوجيا ووسائل الإعلام والأفلام والمسلسلات التي تظهر هذه الأمور بشكل يلاحظ بشدة هذه الأيام فالإعلام له دورٌ هائلٌ في التأثر والتأثير على الشباب بشكل عام و الفتيات بشكل خاص، إلا و أنها تمكث في البيت أكثر ولا تفعل شيئاً سوى العمل ومشاهدة التلفاز.
هذا التناغم ما بين العقل والقلب الذي ينشأ في الصغر ويأتي في الكبر...
التربية بالتأكيد لها دورٌ في هذا الأمر في التحديد. من منظور الفتاة العقل يأتي من العلم والدراسة والقراءة وطلب العلم منزلة رفيعة عند الله، أما القلب فهو يأتي من الكلمة الطيبة والتشجيع والأهم أن تشعر بالطمأنينة في المكان الذي يسمى بيتها لا الخوف من ردة فعل أو كلمة قد تأتي وتسمعها من الذين تعيش معهم.
إذا ما غلا العقل على القلب أصبحت رجلاً لا محالة فالرجال منطقين أكثر من كونهم عاطفين ولو أنهم يملكون كروموسات أنثوية ولديهم بعض العاطفة لكن يبقى المنطق مسيطر عليهم....
أما إذا غلا القلب فتكون أنثى حساسة جدا لا تكترث للمنطق ابداً، تغلبها عاطفتها دائماً، وهذا ما يجعلها ضعيفة بعض الشيء وسهلة الاستغلال خاصة في هذا العصر.

وما أجمل أن توازن ما بين العقل والقلب فهنا يأتي الإبداع مع شخصية متوازنة قوية، رقيقة وتعلم متى تستخدم منطقيتها ومتى تستخدم عاطفتها فهذه الأنثى الذكية التي تكون أنثى حين يحتاج الموقف وأزعم من أكبر رجل إذا أحتاج الأمر.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٣ م - Ahmed Abdel Hameed
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
About Author

شخصيةٌ تحاولُ انتزاع تلك الوجوهِ لأخراج عظمتها الداخلية ، الزهورة المندثرة التي كادت أن تذبل تسقيها بالأمل، لتنبت من جديد وتزهو، لتنزع الأبتسامة الزائفة وتظهر بأخرى حقيقية، تبدو بها أقوى وأكثر طموحاً كما يجب لتصل إلى غاياتها مهما كانت النتيجة💙