ما لم تخبرنا به السوشيال ميديا

ما لم تخبرنا به السوشيال ميديا.
هل خلصتنا فعلاً من العبودية أم أنها ساقتنا مجددا إليها.
في زمننا المعاصر، أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي منتشرة بشكل كبير وعلى نطاق واسع، وأصبحت تشكل جزءاً كبيراً من حياتنا. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل أصبحنا عبيداً لها أم أن جميعها وسائل لتسهيل الحياة ولاستخدامها فيما ينفع الإنسان؟ أعرف أناسا لا يستطيعون أن يكملوا يومهم أو أن ينجزوا شيء و يظلوا في مزاج سيء حتى يتصفحون حساباتهم على الانستغرام والفيسبوك وما إلى ذلك، ليَحصوا عدد اللايكات و التعليقات التي حَصَدوها على منشوراتهم،  ولتفقّد مواقع التواصل الاجتماعي والبحث عن أي جديد بها، ومتابعة الآخرين لما نشره عليها  فإن كان عدد اللايكات والمشاهدات لا بأس به فهذا يدل حتماً على شعبيتهم وشهرتهم وفي حال عدم وجود ذلك أو قلته دل على افتقارهم لهذه الشعبية مما يؤثر سلباً عليهم، فيقضون يومهم بين مقطع فيديو وآخر مستغرقين يومهم بأكمله في منصات هذا العالم الرقمي، راهنين حياتهم ونفسياتهم إلى تقلبات هذا العالم ومزاجاته. وسرعان ما تبدأ المقارنات تسطو على المشهد، فترى الفتاة التي تتابع الكثير من شخوص السوشيال ميديا بدأت تتأثر بهم وتقلدهم بطريقة او بأخرى في طريقة اللبس، الأكل، الكلام وحتى احيانا ألا وهو الأخطر في طريقة التفكير، من غير انتباه تصبح هذه الفتاة إحدى النسخ لتلك الشخصية التي تتابعها وتقضي أغلب يومها وهي تشاهد كل نشاطاتها بالتفاصيل المملة، هذا إن كانت قادرة على تقليد أسلوب حياتها بكل مافيه، أما في حالة عدم القدرة فترى شبح التشاؤم والاكتئاب يتملك حياتها، فقط لأنها لا تملك الطعام الذي لديها ولا الملابس التي ترتديها ولا تذهب إلى أغلى وأفخم المطاعم والأماكن التي ترتادها تلك الشخصية.. وهذا الأمر ليس محصور على جنس او عمر معين على الرغم من أن فئة الأطفال والمراهقين هم الأكثر تأثرا بالطبع، لأن عالم السوشيال ميديا هو المفضل بالنسبة إليهم فهو العالم الذي يمنحم مساحة لا يتمتعون بها على أرض الواقع المليء بالقيود والضوابط مما يجعل المساحة التي تتوفر لهم بفعل نشاطهم على السوشيال ميديا عنصر جذبٍ يخرجهم من واقعهم المقيت. إن تأثير السوشيال ميديا على حياتنا بدأ يزداد ويتعمق مع مرور الوقت، وهنا لا أتحدث عن التأثير الإيجابي إذ أن من غير الممكن ألا تكون قد نفعتنا التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي بأكملها بل وبكثير من الأمور، لكن ليس حديثي وموضوعي، بل أردت أن ألقي الضوء على تأثيرها السلبي وكيف علينا نحن كبالغين وكبار أن نوجه الأطفال والمراهقين ونرشد استخدامهم لهذه مواقع بطريقة تنفعهم ولا تؤثر في نفس الوقت على محيطهم وواقعهم الذي يعيشون فيه.
أو ليس الهدف من التكنولوجيا أن ننطلق بالحياة ونصبح رائدين بما نعمل؟ لا أن نتعثر بسلبياتها ونبقى كما نحن بل ونتراجع إلى الوراء.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

I'm talented Translator and Writer.