الإحساس الأسوأ من الظلم؟
قد تتساءل ما هو أصعب وأسوأ إحساس قد يشعر به الإنسان؟ يكون لديك قائمة طويلة جدًا من المشاعر والأحاسيس والتي تظن بأنها من أصعب الأمور التي قد تتعرض لها مثل الألم والحزن والخيانة والظلم والحب والكذب، لابد وعشتم أحدها وتتفاوت نسبة الألم من شخص إلى آخر، لا أعلم ما الأصعب لكن الظلم أظن بأنه الأسوأ، أي إحساسك بأنك شخص مظلوم ولم تستطع أن تأخذ حقك حتى لو بحرية الرد أو الكلام هو الأسوأ.
والأسوأ من ذلك هو أن يظلمك شخص لم تتوقع ذلك منه، تحبه تحترمه وتكن له أي مشاعر جميلة، ويظلمك، تشعر بالهزيمة لا تستطيع الرد خوفًا أن تجرح مشاعره أو تكسره، تقلق عليه ولا ترد عليه احترامًا له، هذا هو الإحساس الأصعب، هو أن تبقى الكلمات داخلك محبوسة في زنزانة قلبك في العتمة، تبقى الدمعات في عينيك مسجونة، ترغب بالنزول ولكن تتجمد، تلمع عيناك ويغص ويرتجف صوتك، ومن ظلمك لا يشعر بك، هذا هو الأسوأ.
الأسوأ من هذا كله أن تضحك رغم كل الظلم وما تعرضت له من إساءة، أن تفرح وفي قلبك جرح حزين يعزف على نياط قلبك مبعثرًا كل الأحاسيس ويعصف داخلك ثورة لا تستطيع كبحها، ولكن تضحك، الأسوأ أن يكون لديك الكثير من الردود لتدافع عن نفسك، وتبدأ بترتيب الكلمات في عقلك وتزينها وتنمّقها حتى تظهر في أجمل صورة حتى تعاتب بشكل جميل، ولكن لا تستطيع.
الأسوأ من كل ذلك أن تبقى عاجزًا رغم كل المحاولات، حتى وأن وصلت بك الطرق إلى السماح لك بالعتب وصلت إلى ساحة العتاب وأخذت الإذن بالحديث، ومع ذلك لا تستطيع تعجز الكلمات وتتوقف على طرف لسانك مع أنك كنت تغرد بها طوال الوقت، ولكن تنساها تتبخر واحدة تلو الأخرى، ثم تضحك وكأن شيء لم يكن.
ثم يأتي الأسوأ بعد أن تغادر جلسة السماح والعتاب دون أن تنطق ببنت شفة، ولا حتى كلمة ولا حتى دمعة، تأتي إليك أشباح الكلمات التي سبق وأن جمعتها للدفاع عن حقيقتك، تأتي وتسخر منك وتقول لك لماذا؟ لماذا تركتني مسجونة لماذا لم تنطق؟ لماذا لم تدافع؟ لماذا لم تهاجم؟ قد سمح لك أن تقول كل ما لديك؟ لماذا لم تفعل؟ هل الحب يمنعك؟ هل احترامك لشخص لا يشعر بك هو السبب؟ نعم الاحترام هو السبب ، احترامك لمن تحب يمنعك من أن تجعله يحزن.
آية البير
أحببته راااائع بالتوفيق
You must be logged in to post a comment.