انطلقنا مع شروق الشمس قاصدين مدينة الشمس بعلبك والتي تقع في الشمال الشرقي للبنان، وصلنا الى بعلبك عند الساعة الثامنة صباحاً حيث قصدنا أحد الأفران لتناول الأكلة الشهيرة في بعلبك "صفيحة"، وهي عبارة عن اللحم والبندورة والبصل ويوضع خليط اللحم بالعجين داخل الفرن، ومن بعدها تأكل مع اللبن الطازج.
بعد تناول الفطور توجهنا نحو المكان الذي يقصده أغلب السواح ألا وهو قلعة بعلبك الأثرية والتي هي هياكل بناها الرومان لمعبوداتهم وزينوها بالزخارف والنقوش الجميلة.
يعود بناء هذه القلعة الى اكثر من ٥ آلاف سنة، وفيها بعض المعابد والمدرجات الصخرية المزخرفة.
بعد التجول في هذه القلعة الأثرية ذهبنا الى أحد البيوت القديمة لمشاهدة كيفية صنع المونة المشهورة كالكشك ،المكدوس، عصير البندورة وغيرها من أنواع المربيات، كانت الحاجة أم هابج تجلس في الخارج عند الموقدة وهي تداعب العجين بيديها التي بدا عليها علامات الكبر ومن ثم تخبزها.
رائحة الخبز الطازج هذا لا يمكنك ان تنساه فهو يذكرك بالماضي وبالأجداد والأرض.
تجولنا ما الحاجة أم هابج في حديقة منزلها المتواضع حيث زرعت الكثير من الخضار والفاكهة.
بعد ذلك تجوهنا الى سهل البقاع وهو أحد أكبر السهول اللبنانية وتبلغ مساحته ٤٢٨ ألف هكتار تقريباً وهو من أكثر الأماكن الخصبة في لبنان، فيجري فيه نهري الليطاني والعاصي، هذا السهل يفصل بين سلسلتي لبنان الشرقية والغربية وهذا ما يعطيه رونقاً وجمالاً رائعاً.
يشتهر سهل البقاع بزراعة البطاطا وزهرة الأفيون التي تستخدم في الأدوية الطبية، مع اقتراب حلول المغرب ذهبنا الى احد الفنادق الموجودة في المنطقة والتي امتازت بطرازها الفريد فهي صممت على شكل الكهوف الصخرية القديمة وفرشها مصنوع من خشب السنديان اللبناني.
كانت هذه الزيارة أحد أجمل الأماكن التي زرتها في لبنان والخارج، ببساطةٍ لأنها مدينة الشمس
You must be logged in to post a comment.