ما هو مفهومنا الخطأ للتفاؤل ؟
كثيرٌ منا يظن أن التفاؤل هو ان يحدث ما تريده أنت، أو أن تحصل على ما تتمناه في كل مرة تريده بشدة، ومع مرور الوقت اذا لم نحصل على ما توقعناه فاننا ننصدم بالواقع ونشعر بالاحباط ويبدأ اليأس والتشكيك في احسان الظن بالله، وتبدأ السلبية تدخل أبواب عقولنا،فنعيش على أمل مكسور، أو نفسية معدومة مع عدم قدرتنا على فهم ما يحدث بالفعل، وكيف نحيى سعداء. فعندها يجب أن نبدأ بفهم المعنى الحقيقي للتفاؤل أو الإيجابية.
ما هو التفاؤل إذاً ؟
جميعنا ندرك أنه مهما ازددنا حكمةً فما زالت عقولنا محدودة مقارنة بفهم خالقها ، وأنه مهما توقعنا وفسرنا واستنتجنا فنحن لا نزال بشروهناك أشياء لا نستطيع فهمها بطريقة صحيحة لاننا محدودو العقل ولا نملك حكمة الله الواسعة.
لذلك، تفسيرنا واستنتاجنا (باننا لو امتلكنا ما نتمنا سيكون خيراً لنا) قد لا يكون صحيحاً،ولا يعد تفاؤلاً مطلقاً، نظراً لقلة إبصارنا الحقيقيوقلة علمنا بانفسنا وحياتنا مقارنة بعلم خالقنا وإبصاره،
عندها يجب ان نعلم أن المعنى الحقيقي للتفاؤل هو أنه ما يحدث لنا فهو خيرٌ لنا، وما يكتبه الله لنا هو الأفضل والأنسب، ولو كان ظاهرهعكس ما نرى، لان رؤيتنا محدودة، وعلمنا مقتصر على ما يعلمنا به خالقنا، لذلك علينا بالتفاؤل الحقيقي والصبر حتى نرى الصورة الواضحة.
إذاً، لماذا لا يرينا الله أين الخير ونبصره قبل أن نتمنى شيئاً آخر ؟
سؤال قد يخطر في أذهان الكثير، ولكن جوابه بسيط وواضح، وهو أننا خُلقنا ليتم اختبارنا على صبرنا وإيماننا وعدم قنوطنا من رحمة اللهوعدم يأسنا من روحه، وصبرنا ونحن في سلام داخلي أننا بخير، وأننا لن نتوه ولن نضيع طالما نحن مستمسكون ومعتصمون بحبل الله، وإنَّصبرنا على ما نرى ليس هو إلا أداة لتنظيف قلوبنا وأرواحنا لندخل في عالم السلام الداخلي والقلوب السليمة البراقة، تلك القلوب التيتنفعنا (باذن الله) يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
You must be logged in to post a comment.