اني اجل جميع المقدسات و تلك هي جريمتي بالتأكيد في عيون الجميع , ذلك انهم عندما يجمعون القطيع فانهم لا يجمعونه على الحب بل على الحقد , ويجدون انفسهم متضامنين فقط في مواجهة الاخرين , ولا يعترف بعضهم بأخوة بعض الا في المحظورات و اعمال الحرم , و بدلا من ان اكون انا "ماني" صديق الجميع لا البث ان ارى نفسي عدو الجميع , و جريمتي هي رغبتي في مصالحتهم فيما بينهم , ولسوف ادفع ثمنها , ذلك انهم سيتحدون للعني , ومع ذلك عندما يمل الناس الطقوس و الاساطير و النمائم جميعا فسوف يتذكرون انه في يوم من الايام , في العهد الذي كان يحكم فيه شاهبور العظيم , رجع كائن بشري متواضع صرخة في ارجاء العالم
..
عندما يعثر الفلاح على بذرة جديدة فانه يجربها اولا في قطعة صغيرة من الارض , واذا نبتت استطاع ان يسمح لنفسه بزرعها في جميع حقوله
..
في كل كائن و في كل شيء على السواء تتعايش الظلمات و النور وتتشابك , فلب الثمرة التي تخضمونها يغذي جسدكم , بيد ان مذاقها الطيب و عطرها و لونها تغذي نفسكم , و النور الكائن فيكم يتغذى بالجمال و المعرفة ففكروا بتغذيته من غير انقطاع , و لا تكتفوا باتخام الجسد , و حواسكم منذورة لتلقف الجمال و لمسه و استنشاقه و تذوقه و الاصغاء اليه و تأمله , اجل , إن حواسكم الخمس مصافي نور , فقدموا اليها العطور و الانغام والالوان , و جنبوها النتن و الصرخات الجشاء و القذارة
.
كثيرا ما حمل المغرقون في التدين الى الانبياء اصولا ملكية, كما لو ان لطف السماء لم يكن يؤكد وحده على الارض شرعية كافية ! , فبعض المريدين بحاجة الى هذه الاضافات الهزيلة
..
كن خائنا للإمبراطورية اذا اقتضى الامر , و متمردا على قرارات السماء , ولكن كن امينا لذاتك و لـ النور الذي فيك نصيبا ضئيلا من الحكمة و الالوهة
المصدر:كتاب حدائق النور
You must be logged in to post a comment.