ملائكة لولا القاعدة 99
هناك الكثير من الناس يعيشون حياة هانئة جداً وقناعتهم تصل لأبعد حد، هل المال يكدرهم؟ أم ماذا؟ هؤلاء كالملائكة ولكن لولا القاعدة 99، حيث يدخل المال إلى حياتهم كالشيطان ويوسوس إلى ملائكيتهم وتزول وتتبخر، ويتبدل طهر قلوبهم إلى الجشع والطمع والحزن والألم، بأبسط الطرق، قد نتسائل هل المال نعمة أم نقمة؟ هو زينة الحياة نعم! ولكن يغير النفوس في بعض الأحيان، وإليكم هذه الحكاية القصيرة التي تروي حكمة مدهشة عن القناعة والرضا بما قسمه الله.
في يوم من الأيام سأل أحد ملوك الزمن البعيد وزيره الأمين: لماذا يبدو خادمي أسعد مني وأنا الملك؟ أنا أملك كل شيء وهو لا يملك أي شيء؟ فقال الوزير الحكيم: يا مولاي لو تجرب معه القاعدة 99 ستعرف كل شيء! تساءل الملك: وماذا تعني هذه القاعدة؟ فقال الوزير: أي نضع 99 قطعة ذهبية من المال في كيس، ونكتب على الكيس 100 قطعة، ثم نرميها عند حلول الليل على باب بيت الخادم!
وعند حلول الليل نفذ الملك ما قاله الوزير، استيقظ الخادم على صوت القرقعة فخرج ليلقي نظرة ثم وجد كيس المال، وعدّها فوجدها 99 قطعة وليست مئة كالمذكور، فظن أن هناك قطعة ذهبية سقطت من الكيس، وخرج هو وزوجته وأولاده للبحث عنها طوال فترة الليل حتى الصباح ولم يجدوها فثار الأب وغضب لأنه لم يجد الدينار المفقود.
غضب الأب أشد الغضب من بعد ما كان ملاكاً هادئاً، وذهب إلى عمله غاضباً متكدراً وقلق البال ويشعر بالشتات لأنه لم ينم تلك الليلة، ولم يبتسم في وجه الملك وبقي عابساً طوال اليوم، حينها عرف الملك ما هي ال 99 التي قصدها وزيره.
عرف الملك أن ال 99 هي النعم الكثيرة التي حولنا ونسيناها وننظر للذي لم يقسمه الله لنا، مثل هذا الخادم الذي ترك 99 من النقود وسهر يبحث عن دينار، لم يفرح بالمقسوم له، وقضى يومه بالبحث عن سراب.
ولذلك يا أصدقاء علينا أن نشكر الله ونحمده على نعمه الكثيرة التي أعطانا إياها، ولا نقضي أيامنا بالبحث عن ما ليس لنا، نقلق ونتكدر ونعبس ونظلم، وننسى ال 99 نعمة التي نعيشها فلنستمتع بها، ونسأل الله فضله وخيره، ولنقنع و نرضى بأمر الله، ولسوف يُعطيك ربّك فترضى.
المراجع:-
www.wattpad.com
You must be logged in to post a comment.