من أخترع الكمين " الخدعة الحربية"

في عام ٢١ هـ قرر الخليفة عمر بن الخطاب أن يغزو المدينة العريقة "نهاوند"، - آخر معاقل الفرس و التي تقع في دولة إيران- و أمّر النعمان بن مقرن على الجيش و قد وصفه عُمر رضي الله عنه بأنه "المكيث" أي المُصمم على بلوغ غايته. 

و كانت مدينة نهاوند مدينة حصينة فكانت محاطة بالخنادق و الحصون فكان من المستحيل اقتحامها و لكن بعض المسلمين اقترحوا خدعة لم تكن معروفة وقتها في هذه البقعة من الأرض و هي " الكمين ". 

فاتفقوا على أن تتقدم كتيبة من الفرسان و يشتبكوا مع جيش الفرس ثم يتظاهروا بالفرار و الانسحاب إلى موقع المعركة الأصلي و هناك سيكون باقي الجيش و الذي يمثل الكتلة الرئيسية منها مختبئاً أو متموقعاً في مواقع ترصدية يسهل منها الانقضاض على العدو و بالفعل نجحت الخطة و انخدع الفرس و تم سحبهم إلى أرض القتال و تركوا مواقعهم و لم يبدأ المسلمون الهجوم قبل وقت الظهيرة  تيمّناً بما فعله الرسول في غزواتٍ عدة من قبل حيث كان ينتظر للظهيرة حتى تهدأ الرياح و يبدأ القتال.

صلى النعمان بجنده أولاً الظهر ، بينما كتائب من جيش المسلمين تصد هجمات الفرس. 

كبر النعمان تكبيرتين ثم رفع يده بالدعاء آملاً في نصرٍ و مغفرةٍ من ربه فقال ( اللهم اعزز دينك و انصر عبادك و اجعل النعمان أول شهيد على إعزاز دينك و نصر عبادك اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتحٍ  يكون فيه عز الإسلام ) ثم كبر الثالثة و هجم المسلمون و دخل الرمح في جنب النعمان فأُصيب و سقط من على فرسه ثم فاضت روحه إلى مولاه و أُجيبت دعوته بينما حمل الراية من بعده حذيفة بن اليمان و انتصر المسلمون في المعركة التي كان سبباً في وأد امبراطورية فارس .

في نفس العام جهز الخليفة عمر بن الخطاب ٩ جيوش لكي يفتح المقاطعات المتبقية من بلاد فارس. 

و فرّ كسرى يزدجر إلى بلاد ما وراء النهر بعد أن فشلت كل محاولاته لإبرام صفقة مع الصين و دول مجاورة اخرى حتى انتهى به الأمر في بلد تدعى ب"مرو" و التجئ ببيت رجل هناك و نام على فراشه و هو مرتدياً حُليّه و تاجه و ذهبه فقتله الرجل و اخذ ما عليه. 

و كان كسرى يزدجر آخر ملوك كسرى في الدنيا و انتهت هذه الدولة التي ظلمت شعوبها لعقود من الزمان.

 

المصدر: الموسوعة الميسرة في تاريخ الإسلام

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٤ م - شروق
About Author